في خدمة الصهيونية

  • 28 - 12 - 2016
  • 2780
في ( 2تشرين ثاني 1917) صدر وعد (بلفور) الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين, وكان هذا الوعد على شكل رسالة أرسلها (آرثر جيمس بلفور) وزير خارجية بريطانيا الى (اللورد ليونيل روتشيلد),

 

وكان ذلك قبل ان يحتل الجيش البريطاني أرض فلسطين, وكان هذا الوعد الخطوة الاولى للدول الغربية على طريق اقامة الكيان الصهيوني ...

وجاءت الخطوة الثانية عندما اقترفت الأمم المتحدة عام 1947 جريمة تقسيم فلسطين بعد أن منحت اليهود 56% من أرضها الى اليهود ,علماً أنه وحتى تاريخ ذلك القرار لم يملك اليهود من تلك الأرض إلا 6.5%*اي ان مجمل ما تمكنت منه الصهيونية من الحصول عليه من الاراضي الفلسطينية طوال اكثر من خمس وستون سنة من النشاط الاستيطاني , اي منذ 1882الى 1948, لا يتعدى( 1760000) دونم من اصل (27000000) دونم ,وهي مساحة فلسطين كلها اي نسبة 6,% فقط من مجموع مساحة فلسطين (1) على الرغم من كل الجرائم التي اقترفوها وأساليب الترهيب والترغيب التي مورست ضد الشعب الفلسطيني للاستيلاء على ارضهم برعاية بريطانية بدعوى انها دولة انتداب.

وبموجب القانون الدولي لا يحق لبريطانيا عرض قضية انهاء الانتداب لفلسطين على الأمم المتحدة، فالدولة المنتدبة وبموجب (المادة الخامسة) من نظام الانتداب مسؤولة عن عدم التنازل عن شيء من الأراضي الفلسطينية أو تأجيرها.. كما إن ميثاق الأمم المتحدة وبموجب (المادة 80) منع التفريط بأي حق من حقوق الشعوب الخاضعة للوصاية , وكانت فلسطين وديعة بين عصبة الامم والدولة المنتدبة , ثم وديعة بين الامم المتحدة والدولة الوصية (بريطانيا) لقد فرطت الامم المتحدة بتلك الوديعة بانتزاعها نصف ارض فلسطين ومنحها لشتات من المهاجرين من شتى انحاء العالم بدعوى باطلة انها (ارض الميعاد), وقامت بتشريد شعب كامل لازال يعيش الغربة والشتات بين المخيمات الموزعة بين عدد من الدول ويعاني من الحرمان والظلم والقهر...

ومنذ وعد(بلفور 1917) والالتزام بريطانيا به, واستكمالاً لذلك اخضعت فلسطين للانتداب وهيَئة مستلزمات تسليم الارض الى موجات المهاجرين اليهود, الى ان تم الاعلان عن قيام (الكيان الصهيوني) في العام ( 1948) ثم سلَمت راية الدفاع ودعم وديمومة استمراره الى الولايات المتحدة الامريكية, إذ اصبح أمن الكيان الصهيوني جزء من الامن القومي الامريكي, فكان من ثوابت الستراتيجية الامريكية في المنطقة التي تتمثل بقضيتين اساسيتين هما : النفط وأمن الكيان الصهيوني...

وما يخص امن الكيان الصهيوني: فقد اختلط البعد السياسي بالبعد الديني فالأهداف الامريكية ذات البعد الستراتيجي ولاسيَما ما يخص أمن الكيان الصهيوني يحركها بعداً دينياً.

فالصهيونية اصبحت في الولايات المتحدة الامريكية, ليست مجرد حركة سياسية, يقوم بها متنفذون يهود.. ولكن هناك صهيونية اوسع نفوذاً, واوسع انتشاراً تطلق على نفسها اسم (الصهيونية –المسيحية). ويحمل لواء هذه الحركة الدينية مجموعة من القساوسة, ربما تتمتع بشعبية ونفوذ معنوي كبير ومن ابرز الشخصيات الدينية في هذه المجموعة(بيلي غراهام) وابنه (فرانكلين),و(بات رورتسون) و(جيري فولويل), و(جيم بيكر)(2).... ومن افواه بعض الرؤساء الامريكيين المتأثرين بهذه الحركة الدينية ؛ يمكن ان نتلمس اولوية وربما (قدسية) أمن الكيان الصهيوني عندهم وعلى الشكل الاتي(3):-

- الرئيس الامريكي(ليندون جونسون) قال في خطاب القاه في 10 /ايلول /1968 امام منظمة صهيونية امريكية (ان لأكثركم ,ان لم يكن جميعاً, روابط عميقة مع أرض ومع شعب (اسرائيل) الامر كما هو بالنسبة إليَ ،ذلك لان ايماني المسيحي انطلق من ايمانكم...

- اما الرئيس جيمي كارتر ،الذي يعتنق عقيدة (الولادة الثانية او الولادة من فوق)*، فقد اعترف بان مشاعرة المؤيدة للصهيونية كانت الحافز الذي صاغ سياسته في الشرق الاوسط.

- وكان الرئيس(رونالد ريغان) اكثر الرؤساء الأمريكيين ايمانا والتزاما بعقيدة الصهيونية المسيحية، وكان يؤمن بنظرية(هرمجيدون)** وهي اسطورة تنفي نهاية العالم الوشيكة والمرتبطة بنزول المسيح المخلص من الشر والخطيئة .... الخ

ان انتخاب( رونالد ريغان) رئيسا للولايات المتحدة . لم يؤد فقط الى قيام اكثر ادارة امريكية مؤيدة للكيان الصهيوني في التاريخ، لكنة اعطى عددا من الصهيونيين ،المسيحين مواقع اساسية في أدارته، مثل وزارة العدل والدفاع والداخلية الى غلاة متبنين تلك العقيدة.

وفي عام 1984 نشرت جريدة (واشنطن بوست) مقابلة له قال فيها : انني اعود الى النبوءات القديمة المذكورة في العهد القديم والى المؤتمرات حول (هرمجيدون) فأتساءل بيني وبين نفسي ما اذا كنا الجيل الذي سيرى تحقق ذلك؟..

اما الرئيسان الامريكان (جورج بوش) و (بيل كلينتون) فلم يكن يربط اي منهما بحركة الصهيونية - المسيحية اي رابط عقائدي وخلال عهديهما غيب دور هذا الحركة ، الا انه عاد بشكل (انفجاري) في عهد الرئيس (جورج ووكر بوش), فلم يمر عام على تسلم الرئيس دست الرئاسة في البيت الابيض حتى تجمعت لدية وفية العوامل الاتية :

الاول :هو أيمانه والتزامه بعقيدة الحركة الصهيونية - المسيحية الامر الذي تجسد في تقرب قادة هذه الحركة والتأثير علية كرئيس للولايات المتحدة منهم( القس غراهام) الذي يقول عنه (جورج ووكر بوش) لقد غرس في قلبي بذور الايمان فتوقفت عن تعاطي المسكرات ، واعتنقت المسيح) هذا القس الذي يقدسه الرئيس الامريكي يقول: ان الفرق بين الاسلام والمسيحية هو كالفرق بين الظلام والنور.

الثاني: نجاح المنظمات والمؤسسات والجمعيات التابعة للحركة الصهيونية - المسيحية في تعزيز حضورها السياسي والاعلامي والديني على حد سواء، وتحولها الى قوة انتخابية وقوة ضغط شديدة الفاعلية والتأثير.

الثالث :جاءت احداث الحادي عشر من ايلول 2001 التي الٌهبت مشاعر العداء الكراهية ضد الاسلام والمسلمين .

ويذهب احد رجالات (الصهيونية - المسيحية) الى القول ان الله يرضى عن امريكا لان امريكا تساعد (اسرائيل ) وانه في الوقت الذي تتخلى امريكا من اسرائيل فان الله يتخلى عن امريكا ,وهذا الالتزام الديني الامريكي و(اسرائيل) يملي سياستها في المنطقة.

وقد برع الرئيس (جورج ووكر بوش) في اخراج مشروعه ( الشرق الاوسط الكبير) لفرضه فرضاً على المنطقة خدمة لأمن الكيان الصهيوني, ولازالت تداعيات هذا المشروع الكارثية مستمرة في المنطقة من أجل جعل (اسرائيل) جزءً فاعلا رئيسا في النظام العربي والاقليمي.

كما برع قساوسة تلك الحركة الى حد الادعاء ان احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها الذي جرى عام 2003 يقع في صميم هذه التأويلات للنبوءات التوراتية منهم القس (دايفيد بريكنر) وذهب أبعد من ذلك ليقول( اننا نعرف ان تدمير بابل الذي ورد في الاصحاح 18 يعني تدمير العراق .. على الرغم ان ما ورد في الرؤيا 18 التي وردت في سفر الرؤيا ( سقوط بابل) لا يقصد بـ(بابل) بلد معين ولا مرحلة معينة بل كل المعاندين الذين احتقروا دم الانبياء والقديسين وسفكوا دم شهود الرب انه ،يميل الى التعميم اكثر من تخصيص مرحلة .... وهذا ما اخذت به الكنائس غير الرسوليَة (4).

ويذكر المعلق السياسي الامريكي ( نيقولاس كريستوف) في مقاله له نشرتها صحيفة (هيرالد تريبيون) الامريكية في عددها الصادر يوم الثلاثاء 15 /3 /2003 ان ( اليمين الديني الانجيلي - يؤدي- دورا مؤثرا في عملية اتخاذ القرار للرئيس (جورج ووكر بوش) ان قرار الرئيس بالحرب على العراق يعكس الى حد بعيد مدى هذا التأثير وبالتالي فان للحرب على العراق بعدا دينيا واضحا)(5).

ويذكر( اريك لوران) في كتابه عالم بوش السري ، ان الصقور الموالين لـ( اسرائيل ) التي مثلت احداث 11 ايلول ومحاربة (الارهاب) فرصة حقيقية لهم لتطبيق السياسات التي يرجون اليها منذ زمن بعيد .. وتمثل عملية احتلال العراق الخطوة الاولى لسياسة المحافظين الجدد في (الشرق الاوسط) كما شهدت على ذلك تقاريرهم طوال تسعينيات القرن الماضي .وإرادتهم القوية في الاسهام بأمن (اسرائيل ) الاقليمي عن طريق اضعاف اعدائها كسورية والعراق (6). ويمكن ان نفهم من ذلك ان العراق قد احتل بأراده صهيونية . ومن اجل إيصال نظام حكم موالي لها في العراق والتخطيط لإبقاء قوات امريكية دائمة فيه , كما تسعى الى اقامة علاقات بين نظام الحكم الجديد والكيان الصهيوني وبذلك يتحقق اخراج العراق من دائرة الصراع العربي الصهيوني وينضم الى (جوقة) ( التطبيعين) مع الكيان الصهيوني.

بذلك نجحت الحركة الصهيونية واليهود من تسخير اقوى واهم دولة على الساحة الدولية وجعلها طيعة تعمل في خدمة امن الكيان الصهيوني , وتأثيرات تلك الدولة على الاتحاد الاوربي ودول عربية واقليمية مهمة وهذا هو العلو الذي تحدث عنه القران الكريم (و قَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُواًّ كَبِيراً ") (7).

لقد نجحت الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها في المنطقة في تحويل اتجاه الصراع من (عربي – صهيوني) الى (عربي – ايراني) وصراع طائفي (سني وشيعي) وان الحرب التي تجري في سورية والعراق ما هو الا جزء من تداعيات مشروع ( الشرق الاوسط الكبير) وان ادوات هذا المشروع اليوم هو ( الحركات الاسلامية المتطرفة ) النصرة وداعش واخواتها.

لقد دفعت السعودية, ولاسيما بعد تسّلم (بندر بن سلطان) المسؤولية عن الامن والمخابرات السعودية، بالأزمة في سوريا الى ذروتها - وهو سعي جدي لخدمة امن الكيان الصهيوني-، وقد حشدت لهذا الموضوع كل طاقاتها من اجل إسقاط النظام السوري .ويذكر الصحفي الامريكي(سمور هيرش) الذي كتب تقريراً في جريدة (نيوركر) شرح فيه تفاصيل خطة (بندر بن سلطان) للإطاحة بمحور(حزب الله , سورية, ايران) وذلك عبر استعمال التيارات السلفية المقاتلة ,عبر اذكاء روح الفتنة المذهبية بين المسلمين... وفي زيارة قام بها (بندر بن سلطان) الى روسيا الاتحادية في آب 2013خاطب الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) لكم الاستثمارات وسعر النفط...وأعطونا سوريا).(8). وكان ذلك قبل ازاحته (بندر) من الواجهة بعد ان قام بأعمال كانت اكبر من حجمة وقدرات دولته

لقد اصبح الارهاب اليوم عابرا للدول والقارات ويستعمل احدث ما وصلت اليه التكنلوجيا والتقدم السريع في صناعه الاسلحة ووسائل الاتصال وقد لا تجد مثيلها عند قوات الدولة المستهدفة ، فلم تعد الدولة تستعمل الارهاب في الداخل ولكن ضد دول اخرى قد لا تسطيع ان تدخل معها حروب طويلة , ولم تعد الجماعات الارهابية هي تلك التي تمارس ارهاب الضعفاء بعد ان وصلت قدرتها الى حد تهديدها لدول بأكملها .(9)

لقد اصبح الارهاب الجديد واحد من الاشكال الرئيسة ، ان لم يكن الشكل الرئيس للصراع المسلح على الساحة الدولية (10), وما يحدث في العراق وسورية ما هو الا امتداد لمشروع (الشرق الاوسط الكبير), بعد ان وجهت للمشروع ضربة موجعة على يد المقاومة اللبنانية في عام 2006, فاستجمعت الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها الاقليميين, خدمة لأمن الكيان الصهيوني, كل قوى الشر على الارض من المتطرفين المعتنقين للفكر الوهابي التكفيري لتُعلن الحرب على محور المقاومة ولاسيَما على سورية تحت مظلة(الربيع العربي) ,ثم تُحرك هذه المجاميع الارهابية باتجاه العراق لتحتل الموصل والانبار وصلاح الدين..., وتعمل الولايات المتحدة الامريكية تركيا والسعودية وقطر على اقامة الاقليم السني وامتداد الإقليم الكردي العابر للحدود العراقية باتجاه سورية لبناء (جدار العزل) بين قوى المقاومة ولاسيَما قيادة محور المقاومة الجمهورية الاسلامية في ايران.

ان الحرب الجارية في سورية والعراق وعلى الحدود اللبنانية تقوم بها تنظيمات ارهابية متطرفة مدعومة من الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها وهم ينتظرون اللحظة الحاسمة لإعلان الانتصار وتحقيق المكاسب من تحركات تلك التنظيمات المتطرفة والتي بدت في سلوكها والدول والقوى التي تستهدفها وكأنها جزء اساس وفاعل من المشروع المعد الى المنطقة, لحماية الكيان الصهيوني.

وعن علاقة تلك المجاميع الارهابية بالكيان الصهيوني, فقد جاء في تقرير نشره مركز (جلوبل) للأبحاث ان عملية التنسيق الانساني مثبتة بين الكيان الصهيوني و(داعش) حقيقة ,إذ يتم نقل الجرحى عبر سيارات الجيش (الاسرائيلي) لمعالجتهم في المستشفيات مع المدنيين...وقدم مراقبو الامم المتحدة في مرتفعات الجولان , تقريراً الى مجلس الامن, يفيد ان جيش الاحتلال خلال عام ونصف الماضيين على تواصل مع (داعش) والمعارضة السورية, وعلى وفق تفاصيل صادرة من وزارة الصحة في الكيان الصهيوني عولج نحو (الف) من المتمردين في اربع مستشفيات صهيونية مدنية.(11).

وفي زيارة قام بها رئيس وزراء الكيان الصهيوني (بنيامين نتنياهو) لجرحى التنظيمات الارهابية التي تقاتل في سورية في المستشفى الميداني الذي اقامه الكيان الصهيوني بالقرب من الحدود السورية في هضبة الجولان المحتلة , اعلن (نتنياهو) انه في اليوم الذي تبدأ المحادثات مع ايران في جنيف من المهم أن يرى العالم الصورة من هذا المكان الذي يفصل بين الخير والشر في العالم إذ يقع الجزء الخير في(اسرائيل) وحلفاءها في المنطقة , مقابل الشر الذي تمثله ايران وحلفاءها (12) هكذا تُقلَب الامور وتزَيف الحقائق ويتحول الذئب الى حمل.

لذا يمكن القول الاتي:

1- ان الصراع في (اوكرانيا), وما تمخض عن مؤتمر (ويلز) لدول حلف شمال الاطلسي (قمة الناتو 4 – 5 ايلول/سبتمبر 2014 في بريطانيا) ، من استمرار العقوبات ضد روسيا الاتحادية والضغط عليها بكل الوسائل هو محاولة لـ(لوي) ذراعها ومعاقبتها في (اوكرانيا) والعمل على اخراجها من معادله دعم سورية, ومنعها من استمرارها في تقديم الدعم للرئيس السوري (بشار الاسد), خدمة للكيان الصهيوني.

2-كما ان الحصار والعقوبات الاقتصادية ضد الجمهورية الاسلامية في ايران من خلال استغلال برنامجها النووي السلمي, وتخفيض اسعار النفط, للضغط عليها وذلك لفك ارتباطها مع سورية و وايقاف دعمها لحزب الله والمقاومة الفلسطينية, وقد يصل الضغط الى حد محاولة ايقاف تطوير برنامجها الصاروخ الضارب , كل ذلك يقع ضمن مشروع الشرق الاوسط الكبير خدمة للكيان الصهيوني.

2- وربما كان احتلال اجزاء مهمة من العراق, ومنها محافظة (ديالى) للوصول الى الحدود الايرانية من جهة العراق بدعم امريكي صهيوني هو محاولة ايصال رسالة (ازعاج) الى ايران, وذلك من خلال نصب صواريخ صغيرة بأعداد كبيرة تقوم بتركيبها (داعش) او النفوذ الى الداخل الايراني للقيام بعمليات ارهابية, كما في (اقليم سيستان بلوشستان) على الحدود الباكستانية , وربما لتكون نقطة توازن في لبنان وقد فعلوا ذلك من قبل في المناطق الممتدة بين دمشق والحدود اللبنانية من جهة(القلمون) و(عرسال) الواقعتان تحت سيطرة , جبهة النصرة و(داعش) . لكن الخطة تم ابطالها في العراق وتم تحرير (ديالى) واصبحت المنطقة ولأول مرة مُحرمّة على (داعش) واخواتها, والان تعالج في سورية , بعد ان تدخل حزب الله الى جانب القوات السورية لتحرير القلمون السوري، ومع التطورات العسكرية المتلاحقة التي تشهدها تلك المنطقة الحدودية بين لبنان وسورية، ومن ارض المعركة سيطرة المقاومة اللبنانية على قمة موسى الستراتيجية، وبأبعادها الجغرافية التي تتحكم بكامل المنطقة من جرود راس المعرة والجبة وفليطا في (القلمون) السوري وصولا الى مرتفعات (عرسال) في لبنان وتحرير عدد من المعابر باتجاه الاراضي اللبنانية.. ويبدو ان هناك اصرار على تحرير كامل المنطقة, وانهاء(ازعاج) تلك التنظيمات الارهابية للمقاومة اللبنانية وقطع دابر ارسال السيارات المفخخة والانتحارين الى لبنان.

وفي الوقت نفسه, تصر الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها من الاوربيين ودول الاقليم العربي وغير العربي العمل على كسر ارادة المقاومة في المنطقة, للحفاظ على أمن الكيان الصهيوني. وبكل الوسائل بما فيها استمرارها في دعم التنظيمات الارهابية

.والمتطرفة التي تستعمل الوهابية المنحرفة عن الاسلام وسيلة للوصول الى غاياتها

 

أ.د سعيد مجيد دحدوح


اذا لم تظهر لك التعليقات فأعد تحميل الصفحة (F5)

مواضيع أخرى للناشر

5 قواعد استراتيجية لإنتاج العلم والمعرفة

يمضي الطالب الجامعي ما يقارب 20 سنة في التعلّم، ما بين المدرسة والثانوية والجامعة، وأحيانًا تطول أكثر من ذلك بكثير.
......المزيد

6 رؤساء موساد سابقون: "نحن في مرحلة خطرة لمرض خبيث"

مفاضلة الحكام الصهاينة: ضياع القيم بين اللاأخلاقي والاجرامي ابدى ستة رؤساء سابقين لجهاز لموساد الصهيوني قلقهم على مستقبل الكيان الصهيوني
......المزيد

ثقافة الأشهر الثلاثة (رجب، شعبان وشهر رمضان)

تلتقي برامج التثقيف الاسلامي عند محور مركزي يمثل الدورة الثقافية السنوية الأم التي تتفرع عنها وتتماهى معها كل برامج السنة
......المزيد

الشهادة

الإمام والتحرك السياسي: لقد كابد المسلمون عموماً، والعلويون وشيعة آل البيت الويلات جراء الحكم العباسي المتغطرس، فقد قاسوا ظلم المنصور
......المزيد

إمامة الكاظم (عليه السلام): مواجهة منظمة وجهاد مرير وطويل

إمامة "الكاظم" (ع): مواجهة منظمة وجهاد مرير وطويل(1) لقد كانت حياة موسى بن جعفر عليه السلام المليئة بالأحداث؛ حياةً مليئةً
......المزيد

إطلالة عامة على حياة الإمام الكاظم عليه السلام

شخصية الإمام الكاظم عليه السلام: ولد أبو الحسن موسى عليه السلام في الأبواء بين مكة والمدينة في يوم الأحد السابع
......المزيد

رؤية الإمام قدس سره في خصوص تنصيب الولي الفقيه

يظهر من بعض الكتابات الفقهيّة للإمام أنّ الوليّ الفقيه يتمّ تنصيبه من قِبَلِ الشارع المقدّس. حيث يعتقد الإمام أنّ الولاية
......المزيد

الجمع بين رؤيتي الإمام الخميني قدس سره

قد يخطر لبعضٍ، وفي الوهلة الأولى، وجود تناقض بين رؤيتي الإمام المتقدّمتَين. ومن هنا حاول بعض المحقّقين في آثار الإمام
......المزيد