السعودية مهندسة الفتنة على تويتر
خلال شرحه كيفية تحول تويتر في السنوات الأخيرة الى مساحة معتبرة للمنظمات الكبرى بغية استثماره في بث البروباغندا الخاصة بها، عرّج على ظاهرة الحسابات الروبوتية المتشابهة المبرمجة التي تعمل في توقيت واحد وبأعداد كبيرة. وعلى الرغم من قيام موقع تويتر بإغلاق هذه الحسابات، الا أنّها ـ وفق جونز ــ سرعان ما تفرخ من جديد. وشرح الأكاديمي كيفية عمل هذه الحسابات، التي قد يخدع بها المتابع، ويخال أنّ ثمة محادثات فيما بينها أو أخذاً ورداً حول مواضيع محددة. لكن من خلال فتح الروابط الخاصة بها ومجموع الفيديوات، نكتشف أنّ لا علاقة بهذه المواضيع المثارة. كيف يمكن اكتشاف هذه الحسابات؟ ببساطة، يقول جونز إنّ الأخيرة هي غير متفاعلة لا تعلق ولا تعيد التغريد. كما تستخدم صور «بروفايل» مزورة تعود الى أشخاص حقيقيين. كذلك، يمكن كشف هذه الحسابات من خلال رصد منشوراتها. على سبيل المثال، تنشر تغريدتين في وقت قياسي لا يتعدى ٤ ثوان. جونز أعطى مثالاً هاشتاغ: «#السعودية_تدعم_مصر_بمليار_دولار» الذي يبدو للوهلة الاولى واقعياً. لكن الناظر في أمور المملكة لا بد من أن يلحظ الازمة الاقتصادية التي تعيشها جراء انخفاض اسعار النفط وانتشار البطالة، فيصبح هذا الهاشتاغ مجرد فخ لبث الفتن المذهبية.
في الأرقام، تنشر هذه الحسابات الروبوتية خلال ساعتين ما يعادل ١١.٨٤٧ تغريدة، مع استخدام الهاشتاغ نفسه، والكلمات المفتاحية ذاتها من حسابات عدة وفي الوقت عينه، كنشر تغريدة واحدة من خلال ٧٩٩ حساباً روبوتياً.
ولنكون اقرب الى هذه النظرية، يضرب الاستاذ الجامعي، المثل بحادثة تجريد المعارض البحريني الشيخ عيسى القاسم من حقوقه المدنية في حزيران (يونيو) الماضي. يقول جونز إنّه على الرغم من ادانة منظمة العفو الدولية لتصرف الحكومة البحرينية، الا أنّ موقع تويتر شهد أعداداً مطردة تهاجم الشيخ القاسم، عبر اكثر من ١٠.٨٨٧ تغريدة استخدمت هاشتاغ #البحرين.
جريدة الأخبار