معنى الصلاة...
وإن غاية الصلاة لا تكمن في توفير فرصة أو مجال زمني محدد للتعبير عن طلبات نطلبها من الله وما نريد الحصول عليه بجشع مغلف بطبقات من نفاق الذات للذات ... بل نصلي لنتحرر ونترك ورائنا ، ولو للحظات ، أثقال وأعباء رغبات الأنا وأوهامها ومخاوفها التحتية.
لا طائل من صلوات جعلها الناس عادة روتينية يكررونها بلا روح حتى يتجنبوا عذاب جهنم أو يفوزوا بجنة خلد ... فلكم من إنسان يحترق في جهنمه من قبل أن يموت ... ولكم من إنسان في فردوس داخلي وهو لا يزال يتنفس هواء هذا الكوكب ويمشي بين شياطينه.
هي رحلة معراج داخلية متجددة بتجدد أنفاسنا ، ومرآة تساعدنا على روية أنا-نا الكونية بوضوح وصفاء وتقربنا من مركز الوجود حيث السكون والاستقرار والطمأنينة التي ما بعدها طمأنينة.
فلنصلي ... ليس يوم الأحد فحسب ... وليس خمس مرات في اليوم ... ولا خمسين مرة في اليوم ... فلنصلي مع كل نفس نتنفسه ... ولنصلي ليس لأن الصلاة واجب بل لأنها نافذة كونية داخلية وعين ثالثة تمكننا من التوحد مع الوجود بأسره وبالتالي روية الروح بالبصيرة. فلنصلي من أجل المحبة لا الخوف فما أبعد إله المحبة عن أوثان الخوف. "