ملامح الدولة المهدية
( ونريد أن نَّمُنَّ على الَّذِينَ آستُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) سورة القصص 5
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلزالٍ ، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت جَوراً وظلماً ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ) .... رَسُولُ الله ( صلى الله عليه وآله ) : أبشري يافاطمة ، فإن المهدي منكِ ...
عنه ( صلى الله عليه وآله ) : المهدي رجلٌ من وُلدي ، وجهُهُ كالكوكب الدُّري ...
العالم بعد ظهور الإمام المهدي ( عج )
سيقدم الإمام المهدي بعد تأسيس دولته وتولي السلطة في العالم اداء متكاملاً أخلاقيا متعدد الجوانب .. وبناء على هذا سيكون النظام السياسي لدولة المهدي المنتظر ( ع ) نظاماً ودولة متكاملة بكفاءة عالية ، كفاءة توظف الطاقات الكامنة ، وتستغل بصورة تامة ومنسّقة ومتعادلة ومتعالية شاملة لجميع المواهب والإمكانيات والفرص الأقتصادية والثقافية والأجتماعية ، وتقلص أو تقضي على جميع أشكال التعدّي والأستهانة ..
وهذا التوجّه ليس مثالياً بعيد المنال ، وإنما هو مشروع عمليّ يسير التنفيذ ، لأن في عصر الظهور ستزول جميع العقبات والمعوقات كالتشدد والحروب والفساد والعدوان ، وتكون الزعامة الدينية والسياسية بحوزة إمام عالم ومدير مقتدر وعادل ...
والزعامة السياسية والدينية تعني الأستخدام الأمثل والأنجح لجميع الإمكانيات والمصادر ، وتسخيرها لمسار الإنسان نحو الكمال . وقد أكدت الروايات المختلفة على أهمية دور الأخلاق ومحوريته في مسيرة الإنسان نحو الأعتزاز والكمال المعنوي في الدولة المهدية الكريمة :
قال الإمام الباقر عليه السلام : إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد ، فجمع بها عقولهم وأكمل بها أخلاقهم ...
وجاء في رواية أخرى عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد ، فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم ...
الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : إذا قام قائمنا أذهب اللهُ عن شيعتنا العاهةَ ، وجعل قلوبهم كزُبرِ الحديد ، وجعل قوّة الرّجل منهم قُوّة أربعين رجلاً ، ويكونون حكّام الأرض وسنامها ...
سيادة السلام والأمن :
ومن ملامح دولة الإمام المهدي ( عليه السلام ) استتباب الأمن والسلام الحقيقي بعد أن عانت البشرية من فقدان الأمن وانتشار الفوضى ، والأزمات الأقتصادية والأجتماعية ... حيث يسود الوئام والهدوء جميع مناطق العالم المتوترة والمضطربة . ففي حكمه يزول الخوف ويعمّ الأمن ويؤمن الناس على أرواحهم وأموالهم ..
الإمام علي ( عليه السلام ) : لو قام قائمنا لأنزلت السماء قَطرَها ، ولأخرجت الأرضُ نباتها ، ولذهبت الشحناء من قلوب العباد ، واصطلحت السباع والبهائم ، حتى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام لا تضع قدميها إلا على النبات ، وعلى رأسها زينتُها ( زنبيلُها ) لا يهيجُها سبعُ ولا تخافُهُ ...
ويتم تحت ولايته للعالم إجتثاث القمع والتعسّف والتشدد والاستعباد والاستكبار والاستضعاف كتراث الحكومات غير إلهية ، وسيتم إقصاء مقترفيها تحت أيّ مسمّى كانوا وبأيّ صفة قاموا بهذه الجرائم .
إنه عصر - لم يعهده البشر - حيث يتمتع بإنجازاته طيلة أيام حياته ، وستكون افضل وأجمل عهد يعيشه هذا المقهور طيلة القرون والعقود على المعمورة . اجل إنه هو المهدي المغيث والمنقذ والمعين للمستضعفين والمظلومين والصالحين جميعاً . قال رسول الله : يخرج المهدي في امتي يبعثه الله غياثاً للناس .