اخير نفسي

  • نشره :

  • 13 - 01 - 2014
  • 6458
هاه....هاه....ضحكات لطالما كنت امقتها واستقبحها لطلاب وطالبات لاهم لهم سواء العبث وتبادل التفاهات وقتل الوقت الذي هو رأس مال الانسان. اتسائل في نفسي عن حال الفتيات اللواتي فقدن حياهن في حين غفلة عن الضمير..

 وأتألم ايما تألم ترى اين يجدن ما فقدن بعدما هتك الستر ومزق الحياء والحجاب, يترائين لي كأنهن اميرات زلت اقدامهن ليتدحرجن من شاهق ليجدن انفسهن جواري في سوق النخاسة لاعن جوع ولا مخمصة انما كانت صفحة ليلٍ مع شيطان النهار ذلك العدو المبين , عادةً يستيقظ ابي الموظف في معمل النسيج كل يوم حتى في يوم الجمعة والسبت مع اذان الفجر ليوقظنا معه للصلاة وهو يردد هذه الكلمات استيقظوا يا اولادي ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر , استيقظوا يا اولادي واذكروا خالقكم ومصوركم الذي اوجدكم من العدم... استيقظوا يا اولادي فان صلاة الصبح تزيد الرزق وتطيل العمر وتنال بها شفاعه عند الله.

    كان يحرك فينا كل مشاعر الحب لله سبحانه وتعالى ويفجر فينا العزم والهمة بكلماته الحنينة , وانا لا انام بعد صلاة الفجر فالوقت يمر سريعاً اقسمه بين تلاوةً للقرانِ وتسبيح ودعاء لإمامنا المغيب المظلوم , كنت لا احتار كثيرا بهندامي فانا لا املك الا جبتين احدهما رمادية اللون والاخرى سوداء.

لا انتظر كثيرا فالوقت يمر بسرعة البرق حتى اسمع منبه السيارة التي تقلنا الى مجمع باب المعظم/كلية التربية ابن الرشد لأصل انا بدوري الى كليتي كانت تخمد الاصوات وتهدأ الانفاس لدى مروري وكنت اسمع ما يتهامسون به فور وصولي(جاءت العقدة), انها انزوائية بعظهم يقول (انها هادئه) يجيبه آخر بل هي انطوائية كنت لا اكترث بما يتحدثون به عني.. اهتماماتي كانت تختلف عن الاخريات حيث كنت اعيش في عالم غير عالمهم , كنت اقضي الليل بالدراسة ومطالعه بعض الكتب المفيدة واعتني كثيرا بحديقة المنزل كانت جنتي الصغيرة , لا تستهويني الاحاديث واعبر عن نفسي في كتابتي الشعر والقصة, لكن الجو لم يكن هادئا في اروقة الكلية كان جوا صاخباً والعواصف فيه تتخطف الفتيات من حولي فتيات ضعيفات تحولن بسبب العلاقات المشبوهة الى اعجاز نخل خاوية وبعد انتهاء المحاضرة الاولى في احدى ايام الدراسة الجامعية طلب احد الطلبة بطريقة مؤدبة ومهذبة مني دفتر المحاضرات الذي كنت ادون به المحاضرات كان متميزا بهدوئه ووسامته يهتم كثيرا بهندامه وقصات شعره كانت تفوح منه رائحة عطراً راقِ , كانت كلماته هادئة ليس فيها افتعال وتحجيج بانه لم يكن يمتلك قلما ليدون به المحاضرات وانه كان يخجل ان يطلب قلما من رفقائه وانهم سوف يستهزئون به ويشهرون به اثنا المحاضرة(ينصبون عليه) وفي اليوم التالي ارجع لي دفتر المحاضرات وشكرني بنفس الطريقة المؤدبة والمهذبة لم ادقق في الدفتر, لكن عيناه كانت تخفي امراً وتحدقان بي بطريقة مريبة واثناء رجوعِ للمنزل وانا في السيارة خطر في ذهني ان اتصفح دفتر المحاضرات للمراجعة مستغلة الوقت , فوجئت بقصاصات ورقية فيها تعليقات وكتابات ذهلت لما رأيت قلت في نفسي كيف سمح لنفسه بذلك اغلقت دفتري بسرعة ووضعته تحت بقية الدفاتر يا الهي... اريد الوصول... متى اصل؟ متى اصل؟ احسست ان الامر فيه كذبة ما وقت استغلني كنت مضطربة ومرتبكة لدى وصولي للبيت كانت بذهني صورة القلوب والسهام وكلمة حبيبتي..., ماذا افعل اخبر والدتي اخبر ابي واخوتي... اكيد سأخبر والدتي فانا لا اخفي عنها شيئا ,لكني ترددت خشيت ان تتطور المسالة وتتأزم نعم نعم سأحاول ان احل الامور بنفسي, ولم انم في تلك الليلة تصفحت الدفتر للمرة الثانية واخذت احد القصاصات وقرأتها.

حبيبتي... اجلسي بقربي

                   وحدثيني

احاديثاً لا تنتهي بدهرٍ

                   ولا حين

حدثيني...

عن بنات واولاد

حدثيني...

حكايات شهريار...

حدثيني

كيف نامت شهرزاد

حبيبتي.... حدثيني

في اليوم التالي, اسرعت الى السيارة وانا مرهقة الجفون افكر فيما سأقوله وعندما رأيته واجهته بأمر  القصاصات وقلت له: انك كذبت علي فلا قلم ولا محاضرات انما هي القصاصات اردت ان تزجها في دفتري ثم الى عقلي يبدو ان بقية الطلبة قد انتبهوا , إلى أَنْ امراً قد حصل فقد كانت يدي ترتجفان , اجابني قائلا اهدائي ارجوك, اهدأي والله لم اقصد فانا أكتب الخواطر بين الحين والاخر وقد نسيتها في دفترك واني اعتذّر عن هذا النسيان , لم يعد لدي ما اقول بعدما اخبرني به وانه قد نسيتها بلا قصد كانت كلماته واعتذاراته تشبه التوسل فأشفقت عليه وبدا لي انه اشجعهُ واقف الى جانبه , لكي يصلح نفسه ويحول قصائده الى قصائد هادفه يتقرب بها الى خالقه سبحانه فأظهر من جهته اهتمامه بذلك الموضوع فقمنا بعد ذلك بكتابة قصيدة واشتركنا فيها , كان لي فيها الثقل الاكبر واهديناها الى مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) ,لكي يخطو خطوة بالاتجاه الصحيح.

ياشمس توحيد... اضيئت

منها شموع..

ويامقلة عيني... فجرت فينا

ينابيع دموع

توديت... بإمتين اثنتين

امه لأبيك... واخرى لأخيه

يسوع...

اني رايت... حلم الله

عين يقينا... عندما كسروا

منك... الضلوع...

يا شمس توحيد... اضيئت

منها الشموع..

    لكني لم اكن اعلم اني اعيش في اجواء مسرحية كان هو كاتبها ومخرجها وكنت انا فيها الضحية كانت كلماته ساحرة وكان هو امامي الرجل الفارس الغيور احببته بكل صدق دون ان اعلم من صدقه شيء كلمته عن نفسي وابحت له اسراري اخبرته عن عالمي الجميل الذي اخطط له كنت املأ الماء في جرة مكسورة, لقد تغيرت ملامحي وتبدلت الوان ملابسي احببت المرح والحياة كأي فتاة تحظى بفارس احلامها فابتسامتي حين اراه لا تفارق وجهي, كيف كنت وماذا اصبحت اسئلة تدور في ذهني احسست بالإيام تمضي سريعة, وفي احدى تلك الايام كان يتحدث الى احد اصدقائه لم ينتبها انني كنت خلفهما سمعته يقول: الى اي شقة تريدني ان امضي بها والى اي زوراء اتريد فضيحتنا فهذه الفتاة معقدة ومختلفة ولا تردد الا هذه الكلمات: قرآن- ودعاء صلاة وتسبيح, عندما سمعت ذلك سبقت دموعي لساني اجهشت بالبكاء ياويلتي ما فعلت بنفسي لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم , وتألمت حتى غارت عيناي اجيب كل من سألني عن حالي باني مريضة وسقيمة تمنيت ان لا اعاود الذهاب الى الكلية ساعة الوم نفسي واخرى احمد الله اني لم اكن ضحية الشياطين والذئاب ومنذ ذلك اليوم, وانا حائرة منكسرة ضعيفة لم احسم امري فما زلت اخير نفسي بين الجنة والنار.

 

 


اذا لم تظهر لك التعليقات فأعد تحميل الصفحة (F5)

مواضيع أخرى للناشر

محاضرات

أختر من القائمة أعلى يسار الفيديو
......المزيد

نشاطات

أختر من القائمة أعلى يسار الفيديو
......المزيد

المحاضرة الثالثة

المحاضرة الثالثة لدورة (تعليم اللغة الفارسية ) في مقر مؤسسة النخب الأكاديمية
......المزيد

إلى الشهيد النمر في عرسه الأعظم

د إياد الأرناؤوطي قُلْ للنـجومِ الشامخــــــــــاتِ: تبتّـــــــــــلي وقَـــعي سُجودًا عند بابيَ، وانزلــــي وتلبّســـــــي نـحـــــــــري الذبيــــحَ قلادةً حســــناءَ، من زهرِ الجنان،
......المزيد

شاهد بالفيديو..الشهيد الشيخ النمر: لانهاب الموت ونعشق الشهادة

نشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو كليب لأجمل ما قاله الشهيد الشيخ النمر في خطاباته.
......المزيد

السعودية والشيخ النمر.. رمتني بدائها وانسلت!

شخصياً لا أستغرب من أي وصف أو تعبير يطلقه الاعلام السعودي (والخليجي الموالي له) على اعدائه أو منافسيه.. لأنه اعلام
......المزيد