الدوافع نحو المادية واللادينية
2.عدم خلو مكان أو زمان أو نقطة من نقاط الكون من وجوده تعالى، صار سبباً من أسباب التشكيك والريب به جل وعلا؛ فالله غير مسبوق بالعدم حتى نتصور وجوده بشكل متميز ومشخّص، فنحن ندرك الرائحة لأنها كانت معدومة فوجدت؛ ولكنها بعد أن تستولي على حاسة الشم بشكل تام يتعسّر على الإنسان تشخيصها والاحساس بها وهذا بخلاف الليل والنهار، فأننا أدركنا وجودهما بسبب تعقّب أحدهما الآخر، أو بعبارة أخرى: أن ظهور الليل بعد انعدامه، وظهور النهار بعد انعدامه صار سبباً لإدراك وجودهما، فلو وقتنا كله ليلاً أو كله نهاراً لصار من الصعب جداً ادراك معنى الليل أو النهار.
وحيث أن وجود الله تعالى أزلي أبدي، بمعنى أنه تعالى لم يكن مسبوقاً بالعدم أو ملحوقاً به صار ذلك علة من وراء عدم وضوح وجوده بشكل جلي في ذهن الإنسان.
3.أنس الإنسان بالمحسوس المادي أكثر من إنسه باللامحسوس، وحيث ان الله مجرّد لا محسوس أصبح وجوده جل وعلا بالنسبة للذهن الإنساني غير مألوف أو واضح.
4.وجود النظريات الإلحادية وتيارات الكفر التي تثير في الأذهان تساؤلات فيما يخص وجود الله، وتحاول بالأساليب الخبيثة اثارة الشك والإنكار لوجود الله في نفوس الناس.
5.وهناك عامل نفسي وراء هذه الظاهرة وهو الميل الحيواني ورغبة الإنسان في التحلل والانفلات من الضوابط والالتزام الديني، فلكي يبرر حالته هذه كان عليه أن ينكر وجود الله تعالى، أو يشكّك به.
6.وربما يُعزى سبب الانحراف عن الدين والاتجاه نحو المادية إلى تصرفات نفر ممن يُحسب على الدين وهو منه بُراء