العبقرية عند شوبنهاور (الحلقة السابعة)
اولا : العبقرية هي أعلى درجة من درجات المعرفة ..
ثانيا : أخس أنواع الحياة هو اللي يتكون من إرادة ( غريزة ) فقط ، بدون أي درجة من درجات المعرفة ؛ يعني الكائن اللي ماعنده ولاذرة معرفة ، وعنده فقط غريزة ، هذا الكائن هو أحط وأخس انواع الكائنات ..
ثالثا : الإنسان بصورة عامة (أغلب البشر ) عدهم الارادة والغريزة أكبر من المعرفة ؛ يعني اللي يسيطر على حياة أغلب البشر هو الغريزة وليس المعرفة والعقل ..
رابعا : الشخص العبقري هو اللي تكون معرفته كثيرة ، وغريزته قليلة ؛ يعني كيانه ووجوده يكون ثلاثة ارباعه عقل ومعرفة ، وربعه الآخر إرادة وغريزة ..
خامسا : عندما يكون مقدار معرفة الإنسان أكثر من مقدار غريزته ، راح ينتقل بعض من النشاط الموجود في جهازه التناسلي وينضاف إلى النشاط الموجود في مخه ؛ يعني شهوته راح تقل ، وعقله راح يزيد ؛ أو بعبارة أخرى : يگوم يفكر بمخه مو بجهازه التناسلي ..
سادسا : الصفة الأساسية للعبقرية هي سيطرة القوة الغضبية على القوة التناسلية ( الشهوة ) ؛ وهذا هو السبب في نشوء العداوة والبغض بين الشخص العبقري والمرأة ؛ بإعتبار إنو المرأة تمثل الجهاز التناسلي ( الشهوة ) ، وكذلك تمثل خضوع العقل للإرادة ( الغريزة ) ، بينما العبقري يمثل العقل ( المخ ) اللي هو العدو اللدود للشهوة ..
سابعا : يمكن أن تكون المرأة عدهه مواهب عظيمة ؛ لكنها يستحيل أن تكون عبقرية ؛ يعني يمكن أن تكون المرأة راگوصة مثيرة ، أو مغنية صوتهه يسحر ، أو فنانة ملهمة ..الخ ؛ ولكن من المستحيل على المرأة أن تكون عبقرية ..
-عود ليش من المستحيل على المرأة أن تكون عبقرية ؟!
- لأنو المرأة بطبيعتهه تنظر إلى الامور نظرة ذاتية شخصية غير موضوعية ؛ بينما العبقرية تحتاج ان يكون النظر إلى الامور بشكل موضوعي غير متحيز ، وبالتالي لا يمكن للمرأة أن تكون عبقرية ..
- مو واضح ؟!
- شوف : مثلا إذا صار حادث معين ، مثلا شخص چان صاحي وكل شي مابيه ، وفجأة گام يرعص ، فلو جبنه رجل عبقري وامرأة وگلنالهم حللونه هاي الظاهرة وگولولنه شنو السبب اللي خله هذا الشخص يرعص فجأة ، بالك يمي ؟
-نعم ..
-هنا راح يكون جواب المرأة يختلف عن جواب الرجل العبقري ..
-شلون ؟
-المرأة رأسا راح تگول : إنو السبب هو السحر ، هذا الشخص محطوطله سحر ، وهو اللي خلاه يرعص ، فشنو اللي جعل المرأة تتكلم بمثل هذا الكلام وتقدم مثل هيچ تحليل ؟ السبب لأنو النساء تفكيرهن ذاتي مو موضوعي ؛ يعني يحكمن على الأمور وفق أهوائهن وأمزجتهن ؛ بعبارة أدق : يفكرن بعواطفهن مو بعقولهن ، واضح ؟
-واضح ..
-واما الرجل العبقري فراح يكون جوابه وتحليله مختلف تماما ؛ راح رأسا يگول : إنو السبب هو كذا وكذا ؛ يعني يذكر الأسباب الطبية والعلمية لهاي الحالة ، ليش قدم الرجل العبقري هذا التحليل ؟ لأنو الرجل العبقري يفكر بطريقة موضوعية بعيدة عن الاهواء والعواطف ، بعكس المرأة اللي تفكر بعواطفهه وتهمل عقلهه ؛ ولذلك من المستحيل على المرأة أن تكون عبقرية ؛ لأن العبقرية تتطلب التجرد عن الذاتية والأهواء والعواطف ، والمرأة ماتمتلك هذا التجرد ..
ثامنا : العبقري عادة يكون غريب بين قومه ، ولا يشعر بالإنتماء إليهم والإنسجام معهم ؛ لأنو غالبية الناس تفكر بطريقة سطحية ، بينما العبقري يفكر بطريقة عميقة ودقيقة ، هذا الإختلاف في طريقة التفكير عند العبقري وقومه جعله منبوذا وغريبا بينهم ..
تاسعا : كلما كان الرجل غبيا كان إجتماعيا أكثر ، وكلما كان ذكيا كان ميله إلى الإنعزال أكثر ، فإذا وصل الرجل إلى العبقرية إنقطع تماما عن المجتمع ..
-چا مايضوج هذا الإنسان العبقري إذا انقطع عن التواصل مع المجتمع ؟
-طبعا يضوج ؛ ولكن الشي اللي يهون عليه ويواسيه هو إلتذاذه بالتأمل بالأفكار العظيمة والفن والقراءة وغيرها من الأمور الراقية ، هذا الشي هو اللي يصبر العبقري على إعتزاله للناس وهجرانه لهم ..
عاشرا : إذن العبقري مضطر الى الإنعزال والوحدة ، وهاي الوحدة والإنعزال كثيرا ماتسبب له الجنون ، ولذلك يقول أرسطو : ( إن الممتازين من الرجال في الفلسفة أو في السياسة أو في الشعر أو في الفن ذوو مزاج مكتئب ) ..
أحد عشر : ومع ذلك ، فإن هؤلاء العباقرة ( المجانين ) هم الطبقة الأرستقراطية للجنس البشري ؛ يعني هؤلاء العباقرة هم أفضل أفراد الجنس البشري ، يگول "شوبنهاور" : ( الطبيعة من حيث العقل أرستقراطية إلى حد كبير ؛ لأنها فرضت بين الرجال من الفوارق مايفوق ما إصطنعته الأمم من الفوارق التي تقوم على ميلاد أو رتبة أو ثروة أو دم ) ..
- شنو معنى هذا الكلام ؟
-معناه : إنو الإرادة ( الطبيعة ) ماتنطي النبوغ والعبقرية والذكاء لياهو الچان ؛ وإنما تنطيهه لأفراد قلائل جدا جدا ..
-ليش الإرادة تنطي النبوغ والعبقرية لبعض الناس القليلين فقط ، وماتنطيهه لكل الناس أو أغلبهم ؟
-لأنو الإرادة تدري إنو النوابغ والعباقرة راح يمشون عكس ما تريد هي ؛ يعني الإرادة من الأموراللي تريدهه هي كثرة النسل لإستمرار الحياة ؛ ولكن العباقرة والنوابغ مايحبون الجنس والزواج والسوالف المكسرة ، وطبعا هذا الشيء معارض لإرادة الحياة عند الإرادة ، وبالتالي گالت الإرادة : لك ذوله النوابغ والعباقرة مايگعدون راحة ، راح يكتشفون لعبتي ويخربطون غزلي ، فأحسن شي أخلق منهم شوية مو هواي ؛ حتى أبقى مستمرة بالسيطرة على الوضع ، فكان النوابغ والعباقرة قليلين جدا نسبة إلى الاغبياء والتافهين والسطحيين ..
-بس السؤال اللي يطرح نفسه ويتمرغل بالگاع : إذا چانو العباقرة والنوابغ ضد مشيئة الإرادة ، ويحاولون يمشون على عكس ما تريده الإرادة ، فإذن ليش الإرادة خلقتهم أصلا ، خوب ماتخلقهم من الأساس وتتچفه شرهم ؟
- الإرادة كما هي بحاجة إلى وجود الحياة من خلال النسل ، كذلك هي تحتاج إلى تطوير هاي الحياة وتقدمها ، فخلقت هؤلاء القلة من النوابغ والعباقرة ليقع على عاتقهم مهمة تطوير الحياة وتقدمها وازدهارها ..
والحمد لله ..
الفيلسوف_شوبنهاور ( الحلقة السابعة )
باسم_الشبلاوي