الحقيقة المستحيلة عند سبنسر (الحلقة الثانية)
أولا : أي شخص يبحث عن حقيقة العالم وسبب وجوده راح يفشل ، سواء بحثها بحثا دينيا أم علميا ..
-شلون يعني ؟
-يعني لا الدين ولا العلم عدهم قدرة على معرفة حقيقة الكون أو معرفة السبب اللي خله الكون ينوجد ..
ثانيا : الملحد يگول : إنو الكون وجد بذاته ( هيچ بدون سبب ) ؛ ولكن العقل يرفض وجود أي شيء بدون سبب ؛ يعني العقل يگول : كل شيء له سبب ..
ثالثا : المؤمن يگول : إنو الكون أوجده خالق ( الله ) ؛ ولكن العقل همينه يعترض ويگول : وهذا الخالق منو أوجده ؟! ، إذن الإيمان والإلحاد كلاهما لا يستطيعان تفسير حقيقة الكون وسبب وجوده ..
رابعا : العلم همينه مايعرف شنو حقيقة الكون ، فإذا سألت العلم عن حقيقة هذا الموبايل اللي بيدي مثلا ، فراح يگولي : هذا الموبايل في حقيقته عبارة عن ذرات ، وهاي الذرات إذا حللناهه بعد أكثر راح نجد ذرات أصغر وهكذا ، واضح ؟
-واضح ..
-ولكن لو سألنا العلم هذا السؤال : هاي الذرات الصغيرة للمادة ، نگدر نجزئهه ونقسمهه إلى مالا نهاية لو مانگدر ؟
فإذا گال العلم : نگدر نجزئهه إلى مالا نهاية ، هنا العقل راح يرفض ويگول : ماكو شي نگدر نجزءه إلى مالا نهاية ، لازم اكو حد يوصل عنده الشيء بعد مانگدر نجزءه ، بالك يمي ؟
-نعم ..
-وأما إذا گال العلم : مانگدر نجزء الشيء إلى مالا نهاية ، ولازم أكو حد يوصل عنده بعد مانگدر نجزءه ، هنا العقل همينه راح يعترض ويگول : ماكو شيء ممكن نتصوره وهو غير قابل للتجزئة والتقسيم ، كل شيء مهما صغر حجمه يمكن أن نجزءه إلى أجزاء أصغر ..
-فعلا محنة !!
-أكيد الشغلة عويصة ؛ فإذن حتى العلم مايگدر يعرف شنو حقيقة الكون ومنين إجه ..
خامسا : العقل عنده وظيفة واحدة فقط : وهي معرفة ظواهر الأشياء ، وأما شنو حقيقة هاي الأشياء ، فيستحيل على العقل معرفتهه ؛ يعني العقل يعرف مثلا ظاهر التفاحة ( الرائحة والطعم واللون وغيرها ) ، وأما حقيقة وجوهر التفاحة فيستحيل على العقل معرفتهه ..
سادسا : صحيح أن العقل مايگدر يعرف حقيقة الأشياء ؛ ولكن إحنه عدنه شعور قوي إنو أكو حقيقة ثانية وره هاي الظواهر ، صحيح إحنه مانعرف شنو هذا الشي اللي يكون وراء ظواهر الأشياء ؛ ولكن نحن نشعر بقوة بوجوده ، فيكفي العقل أن يدرك وجود هذا الشيء الغامض ، وهو غير مطالب بمعرفة ماهيته وحقيقته ؛ لأن العقل يعجز عن ذلك ..
سابعا : وعلى هذا الأساس يصبح التوفيق بين الدين والعلم ( العقل ) سهلا وميسورا ؛ يعني العلم يشد حيله في دراسة ظواهر الأشياء ويعوف الامور الغيبية والروحية للدين ؛ يعني العلم يختص بدراسة عالم المادة ، ويختص الدين بدراسة عالم الغيب ، وكل واحد مايتدخل باختصاص الآخر ..
#والحمد لله ..
#الفيلسوف_سبنسر ( الحلقة الثانية )
#باسم_الشبلاوي