قانون السببية عند هيوم (الحلقة الثانية)
-السببية مصطلح يگول : إن لكل حادثة سببا ؛ يعني ماكو شي يصير من وحده بدون سبب ، لازم كل شي يكون إله سبب معين ..
-شلون يعني ؟
-يعني عندما نشوف حديدة مايعة ومتمددة ، رأسا نگول : لازم أكو سبب معين جعل هاي الحديدة تتمدد وتموع ، وهذا السبب هو الحرارة ، وإذا شفنه الدنيه تمطر ، راح نگول : لازم أكو سبب لهذا المطر ، وهو الغيم ، وإذا شفنه شخص متخوم ، نگول : لازم أكو سبب لهاي التخمة ، وهو إنو صاحبنه ضاربله جدر تمن وقيمة مثلا ..
فلكل حادثة لابد من وجود سبب ، وعلى هذا الشي تگدر تقيس كل الحوادث ..
-حلو ، هل هاي السببية أمر عقلي لو تجريبي ؛ يعني السببية هي قانون من قوانين العقل مثل قانون (عدم التناقض ) ، لو السببية شي تجريبي عرفناه من خلال التجربة ؟
-إختلفت الآراء بهاي المسألة ، جماعة گالوا : إن السببية أمر عقلي وما إله علاقة بالتجربة ، وجماعة گالوا : إن السببية شي تجريبي مو عقلي ..
-ممكن توضح أكثر ؟
-صار ، عندما تحط ورقة بالنار ، طبعا راح تحترگ الورقة ، فنگول : إن سبب إحتراق الورقة هو النار ؛ يعني النار هي السبب ، والإحتراق هو الأثر أو النتيجة ، فإذا كررنه العملية مرة ثانية وحطينه ورقة بالنار ، راح نشوف الورقة تحترگ أيضا ، وهكذا كلما كررنه العملية راح نشوف نفس النتائج ، واضح ؟
-إي واضح ، وبعدين ؟
-الجماعة اللي يؤمنون بمبدأ السببية گالوا : إن العقل يذهب الى إنو أكو علاقة ضرورية وحتمية بين السبب والنتيجة ؛ يعني العقل يحكم بضرورة إحتراق الورقة كلما وضعناها في النار ؛ يعني مستحيل أن تخلي ورقة بالنار وماتحترگ ، لازم تحترگ الورقة ؛ لأن أكو علاقة ضرورية بين السبب والنتيجة ، وهاي العلاقة هي السببية ..
-زين ، وشنو رأي ديفيد هيوم بهذا الحچي ؟
-هيوم يگول : ماكو علاقة ضرورية وعقلية بين السبب والنتيجة ؛ يعني مو لازم كلما نضع الورقة بالنار راح تحترگ ، يجوز تحترگ ويجوز ماتحترگ ، ماعدنه حكم عقلي يمنع هذا الشي ، وماعدنه حكم عقلي يگول : لازم عقلا أن تحترگ الورقة كلما وضعناها بالنار ، ماكو هيچ شي ..
-چا وهذا اللي جاي نشوفه بحياتنه يومية ؛ جاي نشوف إنو النار تحرگ ، والشمس تطلع يومية الصبح ، والحديد يتمدد بالحرارة ، وغيرهه ، هاي كلهه مو تثبت إنو أكو علاقة ضرورية بين الأشياء وهي علاقة السببية ؟!
-هيوم يگول : إحنه تعودنه نشوف أن الحديد يتمدد بالحرارة ، فتصورنه إنه أكو علاقة عقلية ضرورية بين الحرارة وبين تمدد الحديد ، فقلنا : لازم تكون الحرارة هي السبب اللي يخلي الحديد يتمدد ، ومستحيل نخلي حديدة بالنار وماتتمدد ؛ بس بالحقيقة ماكو علاقة ضرورية بين التمدد والحرارة ، وإنما هي العادة اللي خلتنه نتصور هاي العلاقة الضرورية ..
-يعني هيوم يگول : ممكن مثلا الحديدة تبقى على وضعيتهه وماتتمدد اذا خليناهه بالنار ، والعقل مايمنع هذا الشي ؟
-إي صحيح ، وهذا الرأي يگول بيه أيضا الفيلسوف والعالم المسلم "الغزالي" ..
-يعني الغزالي ، همينه مايعترف بقانون السببية ؟
-لا ، الغزالي يعترف بقانون السببية ..
-شنو السالفة ، شو ساعة تگول : الغزالي يوافق هيوم بعدم وجود قانون السببية ، وساعة تگول : الغزالي يعترف بقانون السببية ، هوه يعترف بقانون السببية لو مايعترف ؟
-شوف ابو الشباب ، أكو عدنه نوعين من السببية : السببية بالمعنى الخاص ، والسببية بالمعنى العام ..
-شنو السببية بالمعنى الخاص ؟
-السببية بالمعنى الخاص معناهه ، تحديد السبب المعين للنتيجة المعينة ، يعني هذا المعنى للسببية يحدد إنو الحرارة هي سبب الاحتراق ؛ مو شي ثاني ..
-وشنو السببية بالمعنى العام ؟
-السببية بالمعنى العام هي اللي ماتحدد سبب معين لحادثة معينة ، وإنما تحچي بصورة عامة وتگول : لكل حادثة سبب ، بس مالهه علاقة شنو هذا السبب أو منو ، فهي ساكتة عن الأسباب الخاصة وتسولف بصورة عامةفقط وتگول : كل حادثة لازم إلهه سبب ، ولا تتعرض لتحديد هذا السبب ، واضح هذا التقسيم للسببية ؟
-اي واضح رحم الله والديك ..
-ووالديك بالرحمة اغاتي ، فالغزالي يتفق وي هيوم بنفي السببية بمعناهه الخاص ؛ بس يختلف وياه بالسببية بمعناهه العام ..
-شلون يعني ؟
-الغزالي يگول : ماكو ربط عقلي بين الأحداث ؛ يعني مثلا ماكو علاقة ضرورية بين التمدد والحرارة ؛ لكنه يؤمن بوجود سبب رئيسي هو اللي يخليه هاي الحوادث مترابطة بيناتهه ، وهذا السبب الرئيسي هو الله ؛ بينما هيوم ينفي جميع الأسباب ، فيگول : ماكو ترابط ضروري بين الأحداث بعضهه مع بعض ، وكذلك ماكو ربط بين مجموع الأحداث وبين سبب رئيسي مثل الله ..
-معنى كلام هيوم ، إنو قانون السببية مو عقلي وإنما هو تجريبي ، وبالتالي فماراح يكون مضمون العواقب ؛ يعني مثلا ممكن باچر الصبح ماتطلع الشمس ، وممكن الماي بعد مايغرگ ، وممكن القيمة بعد ماتتخم ، طيب أكو واحد رد على هيوم لو ماكو واحد رد عليه ؟
-أكو جماعة ردوا عليه وگالوا : مبدأ السببية بيه ناحيتين :
اولا : ناحية تجريبية (تمدد الحديد بالحرارة) وهاي الناحية صحيح مانگدر نستخرج منهه مبدأ السببية ..
ثانيا : ناحية عقلية ، ناتجة من تكرار الحالة التجريبية ؛ يعني عندما نكرر وضع الحديد بالنار ، ونشوفه يتمدد بالحرارة ، تكرار هاي العملية مئات وآلاف المرات ؛ راح يسوي ملازمة بالعقل بين الحرارة والتمدد ، هاي الملازمة هي قانون عقلي نابع من التجربة ، وبالتالي قانون السببية عقلي من ناحية ، وتجريبي من ناحية أخرى ؛ وهيوم ينفي الحالة التجريبية من مبدأ السببية ، والآخرون يثبتون الناحية العقلية من مبدأ السببية ..
#والحمد لله ..
#الفيلسوف_هيوم ( الحلقة الثانية )
#باسم_الشبلاوي