كيف يتلاءم العدل الإلهي مع وجود الكوارث الطبيعيّة والحروب والأمراض والمصائب ؟
وأقاموا الحضارات في مختلف الأعصار ؛ فالحكمة الإلهيّة اقتضت جريان هذا القانون في عالم التكوين لمصلحة البشريّة ، وان استلزم في بعض الأوقات الضرر على جماعة خاصّة أو فرد خاصّ.
فالنار علّة للإحراق وشأنها أن تحرق الأشياء القابلة للاشتعال ، لكي يستفيد نوع الإنسان من هذه الخاصيّة في مختلف شؤون الحياة ، ولما كانت خاصيّة الإحراق لا تنفكّ عن النار، فقد يحترق دار شخص بسبب اشتعال النار ، وهذا أثر طبيعي للنار لا يرتبط بالعدل الإلهي ، إذ لم يصدر من الله تعالى فعل وعمل كي يكون مخالفاً بالعدل للعدل الإلهي.
نعم خُلق النار على صفة الإحراق وهذه الخاصيّة جعلها الله في النار لإقتضاء الحكمة الإلهيّة ذلك بل لو سلب هذه الخاصيّة عن النار لأجل أن لا يحترق دار شخص خاصّ لمكان خلاف العدل الإلهي ، إذ يلزم منه حرمان الملايين من البشر من فوائد النار لأجل شخص أو شخصين.