الانتخابات المقبلة... امل تغيير ام سلاح تدمير؟
للخروج من الازمة السياسية التي عصفت بالعملية السياسية منذ اكتوبر _تشرين 2019 ولا زالت تعصف رغم فتور حدتها و تراجع شدتها حتى لو كان هذا التراجع مخطط له لاهداف مستقبلية واعدادات تسبق العاصفة ؟!
الفاعل السياسي الدولي و الاقليمي الذي كان له الدور الاكبر في تحريك تشرين وادواتها كان يريد اكثر مما حصل عليه ولكن اللاعب السياسي المواجه له استطاع بحنكه سياسية وادارة فاعلة للازمة ان يحدد من تلك الرغبات ويخضع هذا الفاعل لارادته الى حد ما بقبول الواقع الذي يدير العملية السياسية منذ 2005ولليوم .
ورغم التأييد المطلق لمطلب الانتخابات القادمة من قبل الفاعل السياسي الدولي والاقليمي لتطبيق وترسيخ مقررات تشرين الا اننا اليوم نشهد تحرك سياسي واعلامي لهذا الفاعل لمحاولة التشكيك بجدوى الانتخابات القادمة والتغييرات التي ستحدثها على الساحة السياسية العراقية وربما الاقليمة و الدولية ، واخر هذه التحركات هو اعلان رئيس وزراء حكومة ازمة تشرين السيد الكاظمي انه لا ينوي الترشح بالانتخابات القادمة رغم تشكيلة عدة احزاب تشرينية بشكل علني و دعمة لعدة احزاب اخرى بشكل خفي _بادارة مستشارية _ ولا اعلم هل ان هذا الاعلان جاء بعد دراسة واقعية للشارع العراقي فأيقن الرجل ان عدم الدخول بالانتخابات يحفظ ماء وجهه ام ان هذا القرار جاء على اثر نصائح من خارج المنظومة السياسية المحلية ؟!
كذلك تصريحات سفير دولة الاحتلال البريطاني ان الانتخابات القادمة لن تكون شفافة ولن تحظى بالقدرة على التغيير المنشود للشعب العراقي رغم انه كان من اشد الداعميين والمطالبين بالانتخابات المبكرة فما الذي حدث حتى تغير هذا الدعم والمطالب للاتجاة المعاكس للرجل ؟!
والا يدخل تناول هذا الموضوع بشكل علني من قبل سفير دولة اجنبية تدخل بالشأن الداخلي للدولة العراقية ام ان الكبار يحق لهم الوصاية على الصغار حتى يبلغوا الحلم ؟!!
وكذا بعض الاحزاب التشرينية التي رفعت شعار تشرين هدفاً لها في التغيير و الاصلاح نراها اليوم تحاول ان تتراجع وتشكك بمطلبها الاساس _الانتخابات _ وكأنها تحاول ان تقول ان الانقلابات والثورات الدموية هي الوسيلة الوحيدة للتغيير وان الوسائل الديمقراطية التي يعتمدها الداعم الدولي والاقليمي لها في منظوماته السياسية لا تجدي نفعاً في المنظومة السياسية المحلية العراقية وان العنف هو الطريق الامثل للوصول لاهداف تشرين الديمقراطية ؟!!!!
فهل فقد اللاعب السياسي الدولي والاقليمي و ادواته المحلية الامل في تحقيق اهدافة السياسية عبر صناديق الاقتراع بعد ان اثبت الفاعل السياسي المحلي براعه في ادارة الازمة وتنظيم صفوفة لدخول المرحلة القادمة بقوة تفشل فيها كل المخططات التي اعدت مسبقاً لهذه الحرب ام ان المراوغة والمناورة لازالت تخفي في جعبتها الكثير من المفاجأت التي ينتظرها العراق خلال الاشهر القادمة وربما تساهم في حرق الشارع مع ارتفاع درجات الحرارة و اقتراب شهر الثورات (تموز) كما يتوقع سفير دولة ابو ناجي لما يمتلكة من خبرة و دهاء و خبث في صنع و ادارة الازمات السياسية في العراق لتحقيق اهدافه ؟!!
اعتقد اننا سنشهد درجات حرارة عالية و رياح عاتية مع اقتراب موعد الانتخابات قد تسهم في اشعال حريق يريد اشعاله الكثير بفاعل محلي من اجل تحقيق مكاسب اقليمية و دولية خبيثة على حساب المساكين و الحالمين المغرر بهم و استخدام دمائهم فتيل لاشعال هذا الحريق ؟!!!!!
انا مؤمن ان لا طريق اسلم لكل عراقي يؤمن بالعراق ويعشق هذا الوطن ويخشى عليه من الاحتراق بنيران المؤامرات الدولية والاقليمية كوسيلة للتغير من صندوق الاقتراع حتى لو شاب هذا التغيير بعض الشوائب لكنها تبقى مجرد شوائب يمكن ان تزول مع الايام ..
{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}
اللهم احفظ العراق واهله مما هو قادم .
محمد الحميداوي