العلماء الصغار

  • 21 - 08 - 2016
  • 8910
العلماء الصغار إبراهيم محمد، 17 سنة، طالب في السنة النهائية في المرحلة الثانوية، ويستعد لدخول الجامعة في الولايات المتحدة الأميركية حيث يقيم،

لكنه مختلف عن سائر أترابه الذين يقضون ساعات المساء في ممارسة الألعاب الالكترونية في كونه يقرأ طوال الليل حتى انه ينسى أحيانا ضرورة الإخلاد إلى النوم.
وهو رغم صغر سنه يجيد أربع لغات حديثاً وكتابة، كما يكتب الشعر بالإنجليزية.
ماذا يفعل مراهق مثل هذا عندما تصاب جدته بالتهاب في المجاري البولية بسبب عملية قسطرة.
قام محمد للتو بابتكار طلاء ضد الالتهاب الذي تسببه البكتيريا في عمليات مثل هذا النوع منعاً لإصابة الآخرين بما أصابت جدته العزيزة إلى قلبه.
المهم أن محمداً هذا هو واحد من 40 طالباً يتزاحمون حالياً في مسابقة للعلماء الصغار من تلامذة المدارس الثانوية. والمهم أيضا أن مستقبل هذا الطالب الحديث السن مضمون تماماً سواء فاز بهذه المسابقة ام لا. فهو مثله مثل آلاف الطلاب الذين يظهرون عبقرية باكرة في العلوم والرياضيات والذين تقوم الجامعات والمؤسسات والهيئات وحتى الشركات الخاصة برعايتهم سنويا والإنفاق على تعليمهم، لكي تستفيد من خبراتهم في المستقبل.
ومثل هؤلاء العلماء الصغار يملكون مواهب خاصة تستلفت نظر أساتذتهم الذين ينقلونها إلى المؤسسات الخاصة او العامة، لكي تسارع إلى رعايتهم والسهر عليهم، وحتى تعيين أساتذة خاصين لهم لتشجيعهم أكثر فأكثر على الدراسة والتحصيل ليشكلوا نواة علماء المستقبل. ولا يخفى ما لهذه الجهود من ثمار تجارية ومنفعة عامة للبلاد كلها.
ولبعض هذه المؤسسات فريق خاص يجوب الجامعات والمدارس الثانوية باستمرار بحثاً عن مثل هؤلاء الطلبة وتوقيع عقود معهم للإنفاق عليهم وتغطية تكاليفهم، وحتى دفع رواتب شهرية لذويهم شرط العمل في المستقبل لحسابهم، ولو لفترة محددة من الزمن.
الجامعات من جهتها لا تتخلف عن هذا الركب أيضا. فهي تختار المتفوقين من طلابها، خاصة في ميادين التقنية العالية، كالهندسة النووية والالكترونية والكومبيوتر والأحياء الدقيقة وغيرها، فضلا عن علوم الحساب والفيزياء والكيمياء، لكي يصبحوا مستقبلا في عداد جهازها التعليمي، او لكي ينصرفوا إلى الأبحاث كلياً، أو للاثنين معاً.
ولا يزال البعض يذكر كيف قامت السفارة الاميركية في بيروت عام 1956، وكانت البرامج الفضائية في بدايتها المتواضعة، باستدعاء طالب في نهاية مرحلته الثانوية بعدما كتب إليها محللاً أسباب انفجار صاروخ لدى انطلاقه شاهده في احدى النشرات الإخبارية السينمائية التي كانت تسبق عرض الفيلم الرئيسي، لترسله على حسابها للدراسة في الولايات المتحدة. ومع الايام تحول هذا الطالب الصغير إلى عالم مرموق في وكالة الفضاء والطيران الاميركية «ناسا».
وهناك الآلاف من هذه الأمثلة في أميركا وأوروبا والشرق الأقصى لا بد للعالم العربي أن يحتذيها للنهوض بالمستوى العلمي والتقني إلى أعلى المراتب. فالدول اليوم، كما كانت في السابق أحيانا، تقاس بمستواها التقني والصناعي، قبل أن تقاس بثرواتها وقدراتها البشرية. والصين الشعبية مثال على ذلك، فقد قررت غزو الفضاء للرفع من هيبتها وسطوتها في عالم اليوم.


اذا لم تظهر لك التعليقات فأعد تحميل الصفحة (F5)

مواضيع أخرى للناشر

5 قواعد استراتيجية لإنتاج العلم والمعرفة

يمضي الطالب الجامعي ما يقارب 20 سنة في التعلّم، ما بين المدرسة والثانوية والجامعة، وأحيانًا تطول أكثر من ذلك بكثير.
......المزيد

6 رؤساء موساد سابقون: "نحن في مرحلة خطرة لمرض خبيث"

مفاضلة الحكام الصهاينة: ضياع القيم بين اللاأخلاقي والاجرامي ابدى ستة رؤساء سابقين لجهاز لموساد الصهيوني قلقهم على مستقبل الكيان الصهيوني
......المزيد

ثقافة الأشهر الثلاثة (رجب، شعبان وشهر رمضان)

تلتقي برامج التثقيف الاسلامي عند محور مركزي يمثل الدورة الثقافية السنوية الأم التي تتفرع عنها وتتماهى معها كل برامج السنة
......المزيد

الشهادة

الإمام والتحرك السياسي: لقد كابد المسلمون عموماً، والعلويون وشيعة آل البيت الويلات جراء الحكم العباسي المتغطرس، فقد قاسوا ظلم المنصور
......المزيد

إمامة الكاظم (عليه السلام): مواجهة منظمة وجهاد مرير وطويل

إمامة "الكاظم" (ع): مواجهة منظمة وجهاد مرير وطويل(1) لقد كانت حياة موسى بن جعفر عليه السلام المليئة بالأحداث؛ حياةً مليئةً
......المزيد

إطلالة عامة على حياة الإمام الكاظم عليه السلام

شخصية الإمام الكاظم عليه السلام: ولد أبو الحسن موسى عليه السلام في الأبواء بين مكة والمدينة في يوم الأحد السابع
......المزيد

رؤية الإمام قدس سره في خصوص تنصيب الولي الفقيه

يظهر من بعض الكتابات الفقهيّة للإمام أنّ الوليّ الفقيه يتمّ تنصيبه من قِبَلِ الشارع المقدّس. حيث يعتقد الإمام أنّ الولاية
......المزيد

الجمع بين رؤيتي الإمام الخميني قدس سره

قد يخطر لبعضٍ، وفي الوهلة الأولى، وجود تناقض بين رؤيتي الإمام المتقدّمتَين. ومن هنا حاول بعض المحقّقين في آثار الإمام
......المزيد