الثقافة ومغزاها
وبهذا يقع الانخداع فالكلمات والخطابات الرنانة تدعو الى الثقافة لكنها لا تعني أو تقصد بها المعنى اللغوي بل تدعو من حيث تدري او لا تدري إلى اسلوب معين من حياة المجتمع الذي تعودت عليها دعاة الثقافة فعلينا أن نميز بين الدعوة الى الثقافة بمفهومها اللغوي وهي المعرفة والتهذيب والتمدن وتحقيق المدينة الفاضلة أو اعتناق أراء اهل المدينة الفاضلة وبين أسلوب الحياة لمجتمع معين أعتاد عليه في جميع مرافق الحياة من الأكل واللبس والارتباط العائلي هو والذي هو المعنى الحديث للثقافة فالإسلام يدعو إلى الثقافة وإلى المعرفة وإلى تعميق الفكر ويحث الإنسان على التعقل والتعلم وينبههُ على أن يكون فوق كل المخلوقات المادية وأن كل ما خلق لله (عز وجل) في الارض والسماء أنما هو من أجله قـال تـعالى ( خلق لكم ما في الارض جميعاً) لكن على الانسان أن يرجع إلى بارئه ليعرف من خلال دينه ما ينبغي أن يفعل وما ينبغي أن يترك في أسلوب الحياة...