تاريخ الأديان
أما الجدول الزمني للديانة فهو تاريخ متسلسل مقارن للديانة. أما كلمة "الديانة" فلم يكن لها ترجمة واضحة في اللغات غير الأوروبية إلا بعد الاستعمار. ولقد كتب دانيال دابيسون يقول: "ما الذي جسم الديانة الغربية في صحوتها وتاريخها تحت اسم "ديانة"... إنه شيء فريد جداً والذي يمكن أن يكون مناسباً لها ولتاريخها فقط". إن تفاعل الثقافات الأخرى مع فئة دينية هو نفسه تفاعلهم مع فكرة طُوِّرت لأول مرة في أوروبا تحت تأثير المسيحية. تاريخ دراسة الاديان: بدأت دراسة الأديان في القرن التاسع عشر في مدرسة ألمانية تدعى(Religionsgeschichtliche Schule) وهي مدرسة للفكر وكانت هذه أول خطوة منظمة لدراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وقد ظهرت هذه المدرسة في وقت كانت دراسة الكتاب المقدس فيه مزدهرة في ألمانيا وأماكن أخرى. نظرة عامة: شهد القرن التاسع عشر تزايداً كبيراً في المعرفة بالثقافات والديانات الأخرى، كما شهد أيضاً تأسيس الحركات الاقتصادية وتقدم التورايخ الاجتماعية. وقد سعت مدرسة "تاريخ الأديان" لمراعاة هذا التنوع الديني من خلال ربطه بالحالة الاجتماعية والاقتصادية لجماعة معينة. ومن المؤكد أن الديانات النموذجية قد مرت بمراحل تطور من المجتمعات البسيطة إلى المجتمعات المعقدة، وخاصةَ من الشرك إلى التوحيد ومن الارتجالية إلى التنظيم. لكن هناك من يدّعي بأن دعوى "تطور الأديان من الشرك إلى التوحيد هي دعوى غير موثوقٍ بها . عند المسلمين : يعتقد المسلمون أن الدين هو الإسلام وعليه كان آدم أبو البشر، وأن البشرية قد ابتعدت في فترات متعددة عن هذا الدين وظهرت ديانات وثنية، فأرسل الله الأنبياء والرسل لدعوة الناس للعودة للدين الحق. واصطلح على تسمية الديانات السماوية باسم الديانات الإبراهيمية نسبة إلى النبي إبراهيم الذي يعتبره المسلمون أبو الأنبياء . الأصول : يعود أقدم الأدلة على الاعتقادات الدينية إلى الوراء مئات الآلاف من السنين وخاصةً في العصر الحجري الأوسط والأسفل. يشير علماء الآثار إلى المدافن العالمية القديمة للأناس البدائيين -والتي يبلغ عمرها أكثر من 300,000 سنة- على أنها أدلة على وجود الأديان منذ سالف الأزمان. وهناك دليل آخر يتمثل في القطع الأثرية الرمزية البدائية القديمة في مواقع العصر الحجري الأوسط التاريخية بأفريقيا. مع ذلك، فتفسير القطع الأثرية الرمزية من العصر الحجري القديم على أنها أفكار دينية يبقي الأمر مثار جدل. لكن دليل علماء الآثار الذي جاؤا به من العصور المتأخرة يعتبر الأقل إثارة للجدل. وقد فسر العلماء -بشكل عام- عدداً من القطع الأثرية من العصر الحجري الأعلى (50,000-13,000) على أنها تمثل أفكار دينية. ومن أمثلة بقايا العصر الحجري الأعلى التي ترتبط بالأفكار الدينية الرجل الأسد وتماثيل فينوس والصور المرسومة على جدار كهف شوفيت ومراسم الدفن المتقنة لسونجير. في القرن التاسع عشر خرجت نظريات مختلفة بخصوص أصل الديانات، مزيحين بذلك الإدعاءات القديمة بأن المسيحية أصل الديانات. فقد أخرج المنظران القديمان إداوارد برنت تايلور وهربت سبينسر نظرية الروحانية، بينما استخدم البيولوجي جون لوبوك تعبير الشهوة الجنسية، في هذه الأثناء، فسر العالم الديني القديم ماكس كولر أصل الديانات بأنها بدأت باللذة. وأخيراً اقترح الفلكلور ويلهلم ماندرت أن أصل الأديان كان تفسيرات أسطورية أو خرافية لأحداث طبيعية. لكن كل هذه النظريات انتقدت بشكل واسع، ولم يوجد إجماع على أصل الأديان. ديانات العصر الحجري إن ديانات شعوب العصر الحجري تزودنا بدليل عن بعض الديانات المنظمة التي كانت موجودة في ذلك الوقت. لقد كانت مستوطنة العصر الحجري -في تركيا الآن- مأوى لـ8٫000 شخص وتبقى أكبر مستوطنة عرفت من العصر الحجري. ولقد اعتقد جيمس ميللارت -الذي نقب عن الموقع- أن كاتالهويوك كانت المركز الروحي للأناتوليا المركزية. وقد كانت أهم ميزة في كاتالهويوك هي تماثيلها الأنثوية. ولقد ناقش مالارت -المنقب الأصلي- هذه التماثيل التي صُنعت باتقان وبعناية تامة ونحتت من الرخام والكلس الأزرق والبني والصخر والكالسيت والبازلت والمرمر والكلاي ومثلت الإله الأنثى العظيم. بالرغم من وجود الإله الذكر أيضاً "...تماثيل الإلهة الأنثى أكثر بكثير من الإله الذكر الذي علاوة على ذلك لم يظهر ممثلاً إلا بعد المرحلة السادسة". عبر التاريخ، لقد مُيزت ثمانية عشر مرحلة. وقد وُجدت هذه التماثيل المتقنة ابتداءً في أماكن اعتقد مليلارت أنها أضرحة. على أية حال لقد وُجد تمثال لأحد الآلهة الذكورية المهيبة جالساً على عرشه ومحاط باثنين من إناث الأسود في صندوق للحبوب وهنا استنتج مليلارت أن هذا التمثال ربما كان وسيلة لضمان الحصاد أو لحماية إمداد الغذاء. العصور الوسطى: إن ديانات العالم في العصر الحديث قد