لكلّ "LIKE " ثمنه

  • 01 - 01 - 2017
  • 2586
"لا يمكن للشابّ في هذه الأيام أن يبقى أسير أربعة جدران.. أن يبغض التكنولوجيا ويحاربها.. علينا كشباب وشابات أن نطوّر من أسلوب تفكيرنا ونحطّم القيود التقليديّة.. أجل! علينا أن نثبت للجميع أنّ الإسلام لم يكن يوماً عائقاً أمام الجيل الصاعد للانفتاح على الآخر.

وماذا يعني أن نفتح حسابات على الفايسبوك؟ ما الضيْر في التعارف والدردشات؟ كيف يمكن أن يؤذي ديننا وإيماننا بعض اللايكات!". راجع محمود كلماته بدقّة، ووضعها "منشوراً" على الفايسبوك. وما هي إلّا ثوان معدودة حتّى انهالت الإعجابات على فقرته وعشرات التعليقات المؤيّدة لها.

حمّست عباراته صديقه "حامد"، فأنزل منشوراً يؤكّد فيه على أقوال "عماد" ويدعو إلى التحرُّر من التفكير المتحجّر الذي ورثناه، بحسب قوله، عن آبائنا.

فرحت كثيراً "سعاد" بكلمات الشباب وأرادت أن تثبت لرفاقها الافتراضيّين أنها "منفتحة" وتواكب التطوّر. أنزلت صورتها على الفايسبوك وألحقتها بعبارة: أنا ملتزمة ولكنّي لست متحجّرة!

أمّا "فريد" فتحمّس بشدّة، أنزل منشوراً ذكر فيه أسماء رجال دين مشاركين على صفحات التواصل الاجتماعيّ ويطلب منهم أن يفتوا بجواز الدردشات أو ليرحلوا [حسب تعبيره].

"لينا" أيَّدت دعوة "فريد"، وبدورها أنزلت منشوراً تغمز فيه من قناة رجال الدين وتعتبر أنّ مكانهم هو المسجد وليس صفحات التواصل الاجتماعيّ.

ميرنا وناهد وأحمد وكريم.. جميعهم أعلنوا الاستنفار ... إلخ.

بعد نصف ساعة، انتفض محمود عن كرسيّه حين سمع والده يناديه.. توجّه نحو غرفة الجلوس، ليستقبل خاله الشيخ "أحمد" الذي سلّم عليه بحفاوة.. وبعد قليل، سأله خاله مبتسماً: "هل تعرف يا محمود سبب هذه الحملة المسيئة لرجال الدين على الفايسبوك؟" هزّ محمود رأسه مستنكراً واقترب من خاله هامساً: "لماذا؟ هل تطاول أحدهم عليك يا خالي؟" أجاب الشيخ بابتسامة محاولاً التهدئة من مخاوف محمود: "ليس شخصياً.. ولكنها عبارات تسيء لرجال الدين.. وتدعو إلى الانفتاح على الآخر وتلصق صفات غير لطيفة برجل الدين". حينها التفت محمود إلى أنّ أغلب المنشورات التي فيها إساءة لخاله ولما يمثّله هي لرفاق له.. شعر بالحرج وقال: "لقد وضعت منشوراً أدعو فيه إلى الانفتاح وليس إلى التفلّت!". هزّ الشيخ رأسه بهدوء وردّد بألم: "الكلمة يا ولدي سريعة التفاعل، خاصة على صفحات التواصل، فلتكن آمراً بالمعروف لا ناهياً عنه، ولتكن داعياً إلى الخير ولا ترمِ جزافاً بأفكار يمكن للآخرين أن يسيئوا فهمها أو يحوّروها بما يتناسب مع مفاهيمهم فتكون كمن يسنّ سنّة بغيضة دون أن يدرك ذلك".

 

ديمة جمعة فواز/مجلة بقية الله

  


اذا لم تظهر لك التعليقات فأعد تحميل الصفحة (F5)

مواضيع أخرى للناشر

5 قواعد استراتيجية لإنتاج العلم والمعرفة

يمضي الطالب الجامعي ما يقارب 20 سنة في التعلّم، ما بين المدرسة والثانوية والجامعة، وأحيانًا تطول أكثر من ذلك بكثير.
......المزيد

6 رؤساء موساد سابقون: "نحن في مرحلة خطرة لمرض خبيث"

مفاضلة الحكام الصهاينة: ضياع القيم بين اللاأخلاقي والاجرامي ابدى ستة رؤساء سابقين لجهاز لموساد الصهيوني قلقهم على مستقبل الكيان الصهيوني
......المزيد

ثقافة الأشهر الثلاثة (رجب، شعبان وشهر رمضان)

تلتقي برامج التثقيف الاسلامي عند محور مركزي يمثل الدورة الثقافية السنوية الأم التي تتفرع عنها وتتماهى معها كل برامج السنة
......المزيد

الشهادة

الإمام والتحرك السياسي: لقد كابد المسلمون عموماً، والعلويون وشيعة آل البيت الويلات جراء الحكم العباسي المتغطرس، فقد قاسوا ظلم المنصور
......المزيد

إمامة الكاظم (عليه السلام): مواجهة منظمة وجهاد مرير وطويل

إمامة "الكاظم" (ع): مواجهة منظمة وجهاد مرير وطويل(1) لقد كانت حياة موسى بن جعفر عليه السلام المليئة بالأحداث؛ حياةً مليئةً
......المزيد

إطلالة عامة على حياة الإمام الكاظم عليه السلام

شخصية الإمام الكاظم عليه السلام: ولد أبو الحسن موسى عليه السلام في الأبواء بين مكة والمدينة في يوم الأحد السابع
......المزيد

رؤية الإمام قدس سره في خصوص تنصيب الولي الفقيه

يظهر من بعض الكتابات الفقهيّة للإمام أنّ الوليّ الفقيه يتمّ تنصيبه من قِبَلِ الشارع المقدّس. حيث يعتقد الإمام أنّ الولاية
......المزيد

الجمع بين رؤيتي الإمام الخميني قدس سره

قد يخطر لبعضٍ، وفي الوهلة الأولى، وجود تناقض بين رؤيتي الإمام المتقدّمتَين. ومن هنا حاول بعض المحقّقين في آثار الإمام
......المزيد