إلى الشهيد النمر في عرسه الأعظم
فأنــــــــــا الذي احتمـــــلَ الجراحَ مشاعلا وأنا الـذي امتشــقَ البُطولةَ مِقــــــوَلي
وأنــــــــا الذي حمـــــــلَ التحدِّيَ مصحفًــا وأنـــا الــذي ورِث الشهامــةَ من "علي"
* * *
قُلْ للنــــــجومِ الشامخــــــــــاتِ: توضّئي بدمـــــــــي الطهورِ، وزغردي، وتجمّلي
فأنـــــــا الذي يأبــــــى الهجوعَ إذا طغـى الصمـــتُ الذليــلُ، وأذعنــتْ للأســــفلِ
كيـــــــف السكوتُ، وقــــد تطـــاول ليلها واندكّ صــرحُ المكـــرمــــــــاتِ بمعولِ؟!
تاللهِ لا نــــــرضى الكراسيَ طُــــعمــــــةً يُدلــــي بها النـــــذلُ الخسيـسُ لأنـــذلِ
أفأُورِثوها غاصــــــــــبٌ من غاصـــبٍ؟! حُكمُ ابنِ هنــــــــدٍ جاثـــــــــــمٌ لم يرحلِ؟!
إن يـــــــدعُ للمرعــــــى الوبيلِ "يزيدُهم" فحسينُنــا يدعـــــــو الأُبـــــــاةَ لسلسلِ
لا، لـــــــن أُذلَّ، وفي دمـــــي "هيـهاتُهم" شمّــــــــاءَ، تعصفُ بالعروش، وتغتـــلي
بايعـــــتُ في الميثـــــاقِ بيعـــــــةَ صادقٍ إذ تزهـــــو ســــيماءُ الإمامةِ في الولي
وحفِــظتُ عهـــــــــدَ اللهِ منِّيَ نطفـــــــــةً لم أقتــــرفْ غــــــــــدرًا، ولـــم أتحـــولِ
وسُقيتُ في رحمِ العقيــــــــــــدةِ عِــــــزَّةً وولـِـدتُ إذ شمــتَ الطُـــــــغاةُ بمقتلي
* * *
قُلْ للأمـــــــيرِ، وقد تفرعـــــنَ بــغيُــــــهُ لـــن أستكـــــــينَ، وآيُ ربيَ منهـــــــلي
قُلْ للأميــــــــرِ، وقد تشــــــــــــامــخَ أنفُهُ بالموبقــات: ركــــبــــت طيشًا، فانـــزلِ
أو مـــــــا خشيـــت الله جــــــلَّ جــــــلالُهُ بموحـــــــدٍ، ومكبــــــــــــــــّرٍ، ومُهــلِّلِ
قُلْ للأمير، وقــد تلطّـــــخ وجهــــــــــــهُ بالمخزيـــــــات: أتيــــت جهـــلا، فاعقَـــلِ
أَفَتَحســـــبــــنَّ الله مُـــــخلـِـــفَ وعـــــدِهِ؟ خابــــــت مُناكَ، ورُمــــتَ ما لم يحصلِ
انظــــــر إلى غضـبِ الإلــــــــــهِ وبطشِه بالغابــــــــــريــــــنَ، تدبّـــــــرنْ، وتمــهّلِ
فرعونُ ولّى خـــاسئا متـــغــطــرسًـــــــا وسبيلُ موســى شمسُهَ لم تأفِــــــــلِ
أَوَ مــــــــا قرأتَ عن الطُــــــــغاةِ وغيِّها؟ أم أنـــتَ عــــن آيِ الكــــــتـــــابِ بمعزِل
أوَ ما رأيـــــتَ اللهَ كيــف نكـــــــــــــــالُهُ بمصيــــــــر طاغيـــــــة العراق، وما ولي
إذ جُرّ من جـُــــــــــحـــرِ المذلةِ صـاغرًا كالجــــــــرذِ، يلهـــثُ كالصــــــبيِّ المُعوِلِ
قُلْ للأمير، وقــــــد تفجّرَ حقــــــــــــــده مهلا، دُجــى الليـــــــلِ البهيمِ سينجلي
إنْ تختطــــــــفْ نمرًا فألفٌ قــــــــــــادمٌ فحذارِ مـــــــن زحـــــفِ النمـــــورِ المُقبِلِ
* * *
حُييتَ يانمـــــــــــــــرَ النمـــــورِ مجلجلًا بالقاصــمـــــاتِ، القاصفــــــــــاتِ، الكُمّلِ
تشدو بها صعقًــــــا على مَــــــن حربُهم ديــنٌ وطــاعـــــتُهم ســــــــبيـــل الأرذلِ
حُييـــــــــــــت يا نمــــــر النمور مزلزلا عرشًــــــــــا غشــومــــا لم يكــن بمُزَلزَلِ
حُييــــــــت يا نمـــــرَ العقيـــــــــدةِ هادرًا لم تخــــــتشِ قتـــلًا، ولــــــــم تتوجــــلِ
حتى زُفـــــــــــفت إلى الحســــينِ مسربلًا بدمِ الوريــدِ، فيا عقيـــــــــلةُ هلهلي
* * *
نمرَ النمورِ وللجـــــــــراحِ مواجــــــــعُ مَضــتِ القــــــــرونُ ونزفـــــــها لم يبطلِ
قدرُ التشيّــــــــــــع أنفـــــــــــسٌ مسلوبةٌ حــقُّ الحيـــــــــــاةِ بجــائرٍ مسترســلِ
تُهنيــــــــك عاقبــةُ الشهادةِ أكؤسـًــــــــــا من حــوضِ ربٍّ واســــــــــعٍ متفضّـــــلِ