عصر التحريف

♻️ الجواب :
إنّ المُتتبّعَ بإنصافٍ لكتبِ السّيرِ والتّاريخِ يكتشفُ أنّ أوّلَ بدايةٍ لتحريفِ السّنّةِ كانَ قَد ظهرَ إلى العلنِ بعدَ وفاةِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله لـمّا واجهَ الخليفةُ أبو بكر سيّدةَ نساءِ العالمينَ عليها السّلام بحديثٍ نسبَه إلى أبيها، أنّه كانَ يقولُ: (نحنُ معاشرَ الأنبياءِ لا نورّثُ، ما تركناهُ صدقة)، في حادثةِ فدك المعروفةِ التي رواها صاحبا الصّحيحينِ والسّننِ والمسانيدِ وأهلِ السّيرِ والتّاريخِ، والتي على إثرِها حُرِمَت فيها الزّهراءُ عليها السلام مِن حقّها، ثمَّ بعدَ ذلكَ بدأ يُضيّقُ على حديثِ النّبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) مِن قِبلِ الخليفتينِ أبي بكرٍ وعُمر بحُجةِ عدمِ إختلاطِه بالقرآنِ الكريمِ أو بدعوى الحذرِ منَ الكذبِ على النبيّ (صلّى اللهُ عليه وآله) ، فقاما بإحراقِ جملةٍ كبيرةٍ منَ الأحاديثِ كما ذكرَ ذلكَ الذّهبيُّ في تذكرةِ الحفّاظِ في ترجمةِ أبي بكرٍ، زِد على ذلكَ أنّ الخليفةَ الثاني توعدَ الصّحابةَ بالضّربِ والتّهديدِ إن حدّثوا بأحاديثِ النّبيّ (صلّى اللهُ عليه وآله)، وهي أمورٌ معروفةٌ ذكرَها كلُّ مَن كتبَ في تدوينِ السّنّةِ كالسيدِ الجلاليّ والسّيدِ عليّ الشهرستاني وغيرِهما، وإستمر الحالُ على ذلكَ إلى زمنِ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ الذي أوعزَ إلى الكتابِ وأهلِ العلمِ بضرورةِ تدوينِ الحديثِ النّبويّ. ودمتُم سالمين.