فأي قيمة لفدك؟!
فأي قيمة لفدك؟!
إن غصة الصديقة الكبرى عليها السلام لم تكن من أجل خبزها وخبز أطفالها ! فالتي قال الله عنها وعن أسرتها في كتابه:
" وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لانُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً"
والتي تصوم مع أطفالها ثلاثة أيام وتمنع اللقمة عن فمهم فيطعمونها للمسكين واليتيم والأسير.. لا تركض وراء مال الدنيا !
إنما يتصور ذلك خفاف العقول! وقد آن لهم أن يستيقظوا من نومهم ويفكروا ماذا جرى ، ويعرفوا أي تاريخ محمل بالعار حّرَفَ مسيرة الأمة الإسلامية وأوصلها الى هذه المهاوي التي نراها اليوم ؟!
إنما كانت مطالبة الزهراء عليها السلام بفدك إيقاظاً للأمة، لتثبت لهم أن هؤلاء الذين سيطروا على الحكم يأكلون الحق الواضح لبنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وينكرونه ، فماذا سيفعلون في حقوق الأمة غداً ؟!
هذه غصة فاطمة عليها السلام ، وليست مزرعة فدك ! غصتها أنهم بفعلهم وبأساسهم الذي أسسوه، يبطلون الهدف من بعثة الأنبياء عليهم السلام !
إن الذي صدع قلب الصديقة الزهراء عليها السلام وقتلها، أنها لم تستطع أن تشكو مرارتها وغصتها الى عامة الأمة، وتجعلهم يستوعبون ما حدث !
وعندما حضرتها الوفاة أوصت الى علي عليه السلام فقالت: يا ابن عم ما أراني إلا لما بي، وأنا أوصيك أن تتزوج بنت أختي زينب تكون لولدي مثلي، وتتخذ لي نعشاً فإني رأيت الملائكة يصفونه لي، وأن لايشهد أحدٌ من أعداء الله جنازتي ولا دفني ولا الصلاة عليَّ !
ودفنوها في جوف الليل ! فما جواب هذه الأمة لمن سألها: لماذا دفنت بنت نبيهم سراً وليلاً وأخفي قبرها ؟ إنها ظلامة بعد ظلامة .
ولأي الأمور تدفن سراً بضعة المصطفى ويعفى ثراها
بنتُ مَنْ أمُّ مَنْ حليلةُ مَنْ ويلٌ لمن سنَّ ظلمَها وأذاها