شقشقة ليست بعيدة عن أجواء عاشوراء وأنا تراب نعل أبي تراب

فأصبحتم إلْباً لأعدائكم على أوليائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم ) . قالها أبو عبد الله من قَبْل ! وتكرر الأمر عبر التاريخ .. وعاد اليوم بوضوح .. ⁃ عندما كادت بغداد أنْ تسقط .. والدواعش على اطرافها .. والإعلام العربي يبشر بسقوط بغداد .. والدول العربية شعوباً وحكومات تدعو ل " الثوار " بالنصر على الروافض !! ⁃ السعودية والإمارات وقطر تمول الدواعش وتدعم بالسلاح والتخطيط المخابراتي ! ⁃ ودول المحيط العربي جندت وأرسلت آلاف الإنتحاريين ليفجروا أنفسهم في تجمعات الأبرياء . ⁃ اميركا تنكرت لإتفاقية الإطار الإستراتيجي ، ورفضت تسليم صفقات السلاح المدفوعة الثمن ! عند كل ذلك .. وعندما تخلى الكل عن العراق ! الوحيدة " ايران " هي التي وقفت معه !! ⁃ سليماني ( رحمه الله ) وبعد ساعات من سقوط الموصل ، وبعد أنْ أنتخى بقيادات ميدانية مجاهدة ، حضر بنفسه في الصفوف المتقدمة ليحمي بغداد من السقوط . ⁃ وخلال ساعات حرجة وبعد إزدحام طريق مطار بغداد بإرتال الهاربين ، كان رتل سليماني ومَن معه يسير بإتجاه معاكس نحو سامراء كي لا تُهدم قبة العسكريين من جديد . ⁃ وكانت ايران خيرَ ناصر لفتوى الجهاد المباركة . يكفينا قليل من الوفاء وشيئ من الوعي لندرك ⁃ أنَّ ايران كانت ولاتزال هي عمقنا . ⁃ ايران تسعى لتحقيق مصالحها ، فليكن . لدينا ملاحظات عليها ، نعم . ⁃ لكن بالتأكيد لامقايسة بين دول أرسلت لنا اآلآف الإنتحاريين الذين فجّروا أنفسهم في مدارس أطفالنا ومواقع عمل معوزينا ، وتعمل ليل نهار لإستئصالنا من الوجود . وبين دولة قدمت الضحايا معنا . المؤلم أنَّ بعضنا يقف علناً مع العدو ، ويُرَدد ما يردده ، ويُكَثّر السواد على دولة هي الوحيدة على وجه الأرض التي تحكم بدين محمد وآل محمد . ⁃ وبذريعة الإخلاص للوطن يردد بعضنا بصوت بلا تردد : " أنّ من يوالي غير هذا الوطن فهو خائن .. وأنّه لا دين له " !! ⁃ ولا ينقضي عجبي من نسبة ذلك لعقيدة الحسين ! ⁃ طبيعي جداً في فوضى الفكر في العراق .. أنْ نسمع مثل ذلك من بعض شبابنا ، ممن لا يبصرون أبعد مما بين أقدامهم ، ⁃ لكن أنْ نسمع ذلك ممن نحترم جداً ، فلو مات المرء كمداً عند سماعه لذلك لما كان ملوماً . عقيدة الحسين أيها الأخوة : هي أنَّ الولاء لخارطة محمد وآل محمد ولمبادئهم .. وليس لخارطة سايكس بيكو .. وإلّا فإنّ من انتقل من جيش الكوفة الى معسكر الحسين كان خائناً ؛ لأنّه ناصر حجازياً ، وفق هذا الفهم السقيم ! أحبتي .. الوطن بحدود سايكس بيكو ماهو إلا خُدعة .. والولاء للعقيدة والحق مقدم على الولاء للوطن بالمعنى السياسي حينما نكون في مفترق طرق . وإلّا فأني اسأل الأحبة " الوطنيين " : ماذا لو عادت تكريت لتحارب ايران مرة أخرى ، تحقيقا لمصالح مستكبرين ، فهل تأمرونا بالإنقياد لتكريت مرة اخرى ؟؟! والمصيبة الأعظم .. حينما يوسوس الشيطان وينفخ من غروره لبعضنا فيعتقد بأنَّ ايران .. بمراكز دراساتها ومجلس خبرائها وأمنها القومي وبقيادة حرسها واطلاعاتها .. تركت مراقبة أعداءها من أميركا الى إسرائيل الى الوهابية وووو ، من الذين قد يوجهون ضربة غادرة لها في أي وقت . وتركت مراقبة المؤمرات عليها في الداخل والخارج ورفعت يدها عن الملفات الشائكة في اليمن ولبنان وسوريا والبحرين والعراق وووو ، وتركت مفاوضات النووي !! ولا شغل لها اليوم إلا التخطيط لإغتياله ! وهذا لعمري من أسوء درجات الغرور والعُجب أعاذنا الله سبحانه . أحبتي .. لا أدعو للتبعية لإيران ولست مرتبطاً بالحشد ولا بقصيل من الفصائل ولست مستفيداً من أي احد لامن حكومة سابقة ولا لاحقة . ولست تابعا لجهة .. ⁃ وكنت ولم أزل ضد هذا النظام السياسي .. ⁃ ومن اليوم الأول رفضت هذا الدستور الذي مُرر في لحظة لاوعي ! وأعتقد في نفسي .. إنّي لست من " الخائنين " ولست من " المتقاعسين " ولم " أبع ولائي " لمن هو خلف الحدود .. لكني بالتأكيد لن أقف مع المحور الأميركي الإسرائيلي الوهابي .. ولن أكون صوتاً ضد ايران الإسلامية .. اكتب من وحي ضميري وفهمي لكربلاء .. فمن قبل قولي بقبول الحق فجزاه الله بكل خير .. ومَن لم يقبل فأمري وأمره الى الله سبحانه .. [ حسن عطوان ]