أنا_المنذر_وعلي_الهادي لماذا لم يرد في القرآن الكريم
... منها في قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)[الأحزاب:45]. وفي قوله جلّ اسمه (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)[الفتح:8]. ولم يقل تعالى اسمه: إنا أرسلناك هاديا؟! #على حين أوكلَ تعالى ذكره في نصّ قرآنيّ آخر مهمة الهداية إلى آخرين ! حيث قال سبحانه: ((وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)[الرعد: 7]) فهنا تأكيد على الإنذار؛ على حين أن الهداية أوكلت إلى غيره! فمن هو هادي القوم في الإسلام؟ّ! وما مصداق الهادي في الواقع؟! جوابه روائي؛ إذ ذكر الطبري في تفسيره:ج353/16: (حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدثنا الحسن بن الحسين الأنصاري قال: حدثنا معاذ بن مسلم،بيّاع الهرويّ، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت(إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) ، وضع صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال: أنا المنذر=(ولكل قوم هاد)، وأومأ بيده إلى منكب عليّ، فقال: أنت الهادي يا عليّ، بك يهتدي المهتدون بَعْدي). وقال الحافظ فى الفتح (8/376) : أخرجه الطبرى بإسناد حسن؛ أي إن الحديث إسناده حسن. وهذا القول متواتر في تفاسير أخر؛ منها: مفاتيح الغيب للرازي (: الْمُنْذِرُ النَّبِيُّ. وَالْهَادِي عَلِيٌّ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ[آله] وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ فَقَالَ: «أَنَا الْمُنْذِرُ» ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى مَنْكِبِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ: «أَنْتَ الْهَادِي يَا عَلِيُّ بِكَ يَهْتَدِي المهتدون من بعدي») مفاتيح الغيب: ج19 / 14. وجاء في تفسير الدر المنثور للسيوطي:608/4. ((وَأخرج ابْن جرير وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو نعيم فِي الْمعرفَة والديلمي وَابْن عَسَاكِر وَابْن النجار قَالَ: لما نزلت {إِنَّمَا أَنْت مُنْذر وَلكُل قوم هاد} وضع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَ[آله] وسلم يَده على صَدره فَقَالَ أَنا الْمُنْذر وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى منْكب عَليّ - رَضِي الله عَنهُ - فَقَالَ: أَنْت الْهَادِي يَا عَليّ بك يَهْتَدِي المهتدون من بعدِي)). #وعجبا لمن يفرّع تأويل الآية وقصدها بتفريعات ووجوه رغم تواتر حديث الرسول الأعظم(عليه وآله السلام)؛ فهل هناك مفسِّر أعلم من رسول الله بتأويل القرآن؛ لكي يأتي المفسّر الفلاني ليعطي رأيه بعد تفسيره (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟!!!!! ولعلّ إسناد هذا الرأي في توجيه مصداق الآية وتأويلها إلى الرسول الأعظم (عليه وآله السلام) هو ما ينسجم مع منهج تفسير القرآن بالقرآن؛ إذ بلحاظ آية المباهلة أن مكانة الإمام علي عليه السلام هي نفس رسول الله(عليه وآله السلام)، فضلا عن الأحاديث النبويّة المتواترة مثل حديث المنزلة (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) وغيره من الأحاديث التي تعضّد مصداق هذه الآية في التأويل... والحمد لله رب العالمين على هدايته، والصلاة والسلام على البشير والنذير والشفيع نبينا الأعظم محمد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله)، وعلى الهادي من بعده -بلسان النبي الأعظم- أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ورحمة الله وبركاته...