حتى شب وكبر ،سوف يحافظ على هذه العقيدة ويتمسك بها ،او على الاقل يحترم تاريخ وجوده وتاريخ اسرته ،التي اضافت له مكانة وحضورا وسط المجتمع

السيد عمار الحكيم تربى وترعرع على ارض الجمهورية الاسلامية في ايران ،ودرس هناك العلوم الدينية وعاش ايام الثورة بتفاصيلها ،وكذلك المعارضة وماكان لعمه ووالده من دور في ذلك ،بعد ان التحق بهم ووجد طريقه بينهم وارتدى العمامة والبزة الدينية (الشيعية) امتداد لتاريخ الاسرة التي كان عنوانها الاكبر السيد محسن الحكيم (قدس) وبقية السادة الاعلام من ال الحكيم الذين تعرضوا للقتل والاعدام والتنكيل

على يد طغمة البعث الظالمة .
ظلت طموحات عمار الحكيم اكبر من حجمه وحجم شخصيته ،فهو لايمتلك اي (كارزمة) او تأثير ،انما يعيش على ارث اسرته لاغير ،لذا بعد سقوط النظام البائد ،عاش في ظل والده السيد عبد العزيز الحكيم ولم يكن له تأثير يذكر ،لكن بعد وفاة والده بدأ محاولات كثيرة للبحث عن القيادة سواء في البعد الديني متعكزا على سماحة السيد محمد سعيد الحكيم او في مجال السياسة ،والدعوات الدائمة الى ما اسماها يومها ب(الطاولة المستديرة ) التي رفض الجميع الحضور لها كون الشخصية الداعية اقل من ان تكون محورا لاي حوار .
عمار بعقليته (الصغيرة ) يعتقد ان (الشيعة ) عاجزون ان يكون لهم مشروع خاص ،وان من الوهم الاعتقاد (عدد الشيعة بالعراق اكبر من عدد السنة ) وهذا الاعتقاد يلازمه في اي مجلس ،ويردده دون تردد .
لم يستطع عمار ان يكسب رضا قادة المجلس الاعلى ،الذي هو احد قياداته ،مدركا ان الجميع لايرون فيه شخصية فاعلة ومؤثرة ويتقافز من خانة لاخرى .
ادركت المخابرات الاميركية ان عمار لديه نزعتان الاولى الانزياح من الجمهورية الاسلامية ،والثانية من (المجلس الاعلى )وقرأت علاقاته وتوجهاته في وقت كانت الولايات المتحدة ان تهدم البيت الشيعي شيأ فشيأ .
اختارت الولايات المتحدة شخصية عراقية (مجهولة ) صاحب مطعم في الولايات المتحدة ويعتاش على (الحيلة والنصب ) ليأتي الى العراق وان يدخل تحت (ابط عمار ) يدعى (قصي محبوبة ) وسرعان ما هيمن عليه وعلى قراراته ،وخروجه من (المجلس الاعلى ) وتشكيل (تيار الحكمة ).
استطاع (قصي محبوبة ) الذي لم نجد له اصلا ولا فصلا لاسرة بهذا العنوان ،والذي منح نفسه شهادة الدكتوراه بالادارة ،وادعى تأليف كتاب عن (القيادة والسياسة ) وحين تطالعه تجد مجرد عناوين وجمل مسروقة من امهات الكتب الغربية كتبها له (اخرون ).
استفاد عمار من الاموال الطائلة التي وفرها له (قصي محبوبة ) من ثروات البصرة ونفط الجنوب والعقود التي ما انزل الله بها من سلطان ،ايام كان محافظ البصرة (البزون) !
هذه الاموال منحت عمار مساحة من التحرك في تشكيل تجمعات للشباب (الامل ) وفي الاستحواذ على العقارات والاملاك وغيرها ،كما استطاع قصي وفقا للخطة الاميركية ان يدفع بعمار اتجاه دول الخليج والاردن وان يبعده عن (ايران ) .
التجمعات التي تحضر  للاستماع الى (خطب عمار ) يتم جلبها بالشكل الاتي ،حيث هناك متعهد للعجلات تدفع له اموال لجلب الناس من الاحياء السكنية ،وكذلك متعهدون لجلب الناس بمبالغ ،اذ كان المبلغ عشرة الاف دينار  لكل شخص ووصل اخيرا الى (25) الف دينار وهناك متعهدات يجلبن النساء صغارا وكبارا مقابل مبلغ ايضا وهؤلاء المتعدون معروفون لدى الاحياء والاوساط الشعبية .
عمار غير مكترث بمن يحضر مادام هناك جمع يحضر وخطاب يذاع .
ان جميع خطب عمار وكلماته غير مؤثرة ويغلب عليها الانشاء وبعيدة عن اي شاهد ديني ،ولا تسمع سوى الجملة المعلومة (كتلة عابرة للمكونات ) .فيما يعقب كل تجمع وكلمة شيوع عبارات مقتطعة محط استهزاء لدى الشارع .
يحاول عمار ان يكسب الشباب عبر توفير لقاءات وتجمعات دون قيود بالحجاب ،ويرغب ان يكون معمما (ليبراليا ) فيبدو مشهده مقززا ان تجلس عمامة وسط نسوة بملابس غير محتشمة !
حاول عمار ان يكون جزء من (تظاهرات تشرين) او على الاقل ممثلا للمتظاهرين لكنهم لم يتفاعلوا مع دعواته ورؤوا فيه مجرد (راكب موجة)
الشخصيات التي تحيط عمار من محبوبة الى ابو گلل ابو رغيف  العرباوي ليست موضع تقدير لدى الاوساط السياسية والعامة ،وتصريحاتهم محط استهجان عام .
الاعلام العربي(الخليجي) يحاول ان ينفخ بشخصية عمار بدعوى (انزياحه عن البيت الشيعي والتوجه الى النزعة القومية العربية ) فيما يهزأ الشارع العراقي من هذا الاعلام ،وهو يرى دعاته هم من ارسلوا لنا المفخخات والانتحاريين وقتلوا الشعب العراقي ودمروا وحرقوا اسواقه ودوائره .
الاستطلاعات الاخيرة التي اجرتها منظمات المجتمع المدني بشأن الانتخابات المقبلة والتوقعات اكدت ان عمار هو الاقل حضورا في الوسط الشيعي وينظر له ابناء الوسط والجنوب عندما يرد اسمه (عمار ليس منا )
نأسف ان الرجل خسر اهله وطائفته وربح سمعةً لاتليق باسرة ال الحكيم العريقة .
ان (قصي محبوبة ) بات يظهر مسوقا لنفسه وبات هناك من يطبل له ،وقد ينقلب في لحظة
ضد عمار وهو الذي يحتفظ بكل سجله المالي المسروق ومصادره ،كما ان مدير مكتبه (صلاح عرباوي ) شكل لنفسه عنوانا وكتلة جديدة وقد يخرج من مدار عمار ،وهو الذي يحتفظ بكل الوثائق بعلاقات عمار بالسفارة الاميركية ودول الخليج .
عمار يعيش حالة من القلق ،وهو يرى انحسار النفوذ الاميركي بالمنطقة ،وانتصارات المقاومة ورضوخ السعودية وتوسلها لعودة العلاقة مع ايران !!!!