شوبنهاور.. حكمة الحياة ( الحلقة السادسة)
أولا : أحمق من يظن إنو التمادي في إشباع الرغبات راح يخليه يرتاح ؛ الرغبات ماتخلص ، ورغبة تجر رغبة أخرى ، وعلى هالرنة طحينچ ناعم ..
ثانيا : من الطبيعي جدا أن يكون المال أهم شي عند الناس ؛ لأنو المال عنده قدرة على تحقيق أكثر الرغبات ؛ يعني المال مو مهم بحد ذاته بگد ماهوه مهم لأنو وسيلة سحرية لإشباع مختلف الرغبات ..
ثالثا : لا خير في حياة يقضيها الإنسان في جمع الثروة ، الثروة إذا ماچانت وسيلة يستغلهه الإنسان بصورة حكيمة ، فراح تنگلب الثروة إلى نقمة ولعنة وليس نعمة ورفاهية ..
رابعا : يجب على الإنسان إذا أراد السعادة في هذه الدنيا أن يعرف شنو هدف الحياة ، وشنو الوسائل اللي تحقق هذا الهدف ..
-شلون يعني ؟
-الناس يفضلون أن يكونوا أغنياء على كونهم مثقفين ؛ يعني أي إنسان تشوفه لو تسأله هذا السؤال : هل تفضل أن تكون غني ، لو تفضل تكون مثقف ؟ رأسا يجاوبك ويگولك : ( طز بالثقافة ، من أجل الفلوس مستعد أرمي اعظم كتب الثقافة بالمنهولة ) ، فالناس فاهمين الحياة غلط ، وفاهمين وسائل السعادة غلط ؛ فالمال ليس الوسيلة الملائمة السعادة ..
-چا شنهي الوسيلة الملائمة للسعادة ؟
-الوسيلة الملائمة للسعادة هي الثقافة والإطلاع وفهم الحياة بصورة صحيحة ، الثقافة هي الشيء الوحيد اللي يملأ فراغ الإنسان ، وأما المال فإنه لايملأ فراغا ولايخلق سعادة حقيقية ، لأن النتيجة الحتمية لكثرة إستعمال المال في إشباع الرغبات الحسية هو "السأم" والملل ..
خامسا : الإنسان بيه جانبين : جانب يمثل الإرادة والرغبات والشهوات ، ومركزه الجهاز التناسلي ، وجانب يمثل الحرية والحكمة والخلود والمعرفة ، ومركزه المخ ، فإذا سيطر الجانب الثاني على الجانب الأول ، راح يكون الإنسان سعيدا ..
سادسا : صحيح أن العقل هو وليد الإرادة وناشيء عنها ؛ ولكن بإمكان العقل أن ينتصر على الإرادة ، والدليل على ذلك إقدام الإنسان على الإنتحار أو المبارزة أو الدخول في الحرب وغيرها من الأمور اللي تعرض حياة الإنسان إلى الخطر ، وطبعا هذا الشيء ( تعريض حياة الإنسان إلى الخطر ) أمر ماتقبل بيه الإرادة وهو عكس رغبتهه ، فإذن بإمكان العقل أن ينتصر على الإرادة حتى لو كان العقل منتوجا من منتوجات الإرادة ..
سابعا : هاي القوة اللي يتمتع بيهه العقل تگدر تخلي الإنسان يوصل إلى أعلى درجات الرقي والكمال ، وذلك من خلال إخماد الرغبة أو تعديلها ، فإذا تحكم الإنسان برغباته وصار سيدا عليها صار حرا وسعيدا ..
ثامنا : إن ميل أغلب العلماء والمثقفين إلى القراءة والإطلاع هو بسبب كون عقولهم فارغة مابيهه شي ؛ يعني يحاولون يملون فراغ عقولهم بأفكار غيرهم ، وهذا الشي مو صحيح ؛لأنو هذا الشي ماراح يخلي الإنسان يبدع ويتطور ويقدم شي مفيد للمجتمع ؛ بالعكس راح يجمد عقله ويخليه يراوح بمكانه ..
-چا شنو الصحيح ؟
-الصحيح أن يعيش الإنسان التجربة بنفسه ، ثم يتأمل في هذه التجربة ؛ يعني يحاول أن يقدم تصور شخصي عن التجربة اللي يعيشهه أو الظاهرة اللي تحيط بيه ، ومايضل يعتمد على آراء فلان وعلان ، فدير بالك تظن إنو الفلسفة هي مجرد قراءة ؛ الفلسفة قبل كل شيء تجربة الحياة وعيشها وتأملها ..
تاسعا : إذا أردت أن تكون مثقفا حقيقيا وواعيا وليس إمعة ، فعليك بقراءة متون الكتب وليس الشروح ؛ يعني إقرأ وإفهم النص الأصلي للكاتب ، مو تقرأ شرح شعيط ومعيط وجرار الخيط ، فنصيحتي لك كالآتي : ( الحياة قبل الكتب ، والمتن قبل الشرح ) ..
-عود ليش لازم أرجع لمتن الكتاب أول مرة ؟
-لأنك لا يمكنك أن تحصل على الأفكار الفلسفية العميقة إلا من خلال متن الكتاب ؛ لأنو صاحب الكتاب هو أفهم واحد لمحتويات كتابه من أفكار ونظريات ، فقراءة كتاب واحد من كتب العباقرة يساوي ألفا من كتب الشراح ..
عاشرا : سعادتنا تعتمد على تفكيرنا ونظرتنا للحياة ؛ يعني الحياة خالية من المعنى ، وإدراكنا لها هو اللي يخليلهه معنى ، فلنسعى لجعل عقولنا وأفكارنا جميلة ومنفتحة ؛ لكي نرى الحياة جميلة ومنفتحة ، وقد صدق أرسطو حين قال : ( إن الإنسان إذا أراد أن يكون سعيدا ، فليكف نفسه بنفسه ) ..
أحد عشر : لا طريق للتخلص من الإرادة ورغباتها إلا في التأمل العقلي ؛ يعني لازم ننظر لكل شيء على أنه مجرد فكرة ، فمثلا عندما تشوفلك بطل عرگ وتشتهي تشربه ، لازم ماتتفاعل وياه وتظل تمطگ ، بالعكس أنظر إلى هذا البطل كفكرة مجردة بدون أن تتأثر بيهه ، وشوف شنو مساوئه وعيوبه ، حتى تگدر تعوفه بكل أريحية ، فإذا چانت حياتنا كلهه عبارة عن تأملات عقلية حينها سوف نتخلص من الإرادة ورغباتها ونصبح أحرارا بصورة مطلقة ..
والحمد لله ..
الفيلسوف_شوبنهاور ( الحلقة السادسة )
باسم_الشبلاوي