الدين عند شوبنهاور (الحلقة التاسعة)

  • 07 - 07 - 2021
  • 4243
يمكن تلخيص هذا البحث بالنقاط التالية :

اولا : چان حجي "شوبنهاور" في بدايات حياته ماعنده كل توجه ديني ، وچان مايحترم الكنيسة ، وچان يحتقر رجال الدين ، حتى أنه وصف الدين بأنه "ميتافيزيقا الجماهير" ..

-شنو معنى هذا الوصف ؟

-يعني فقط الناس البسطاء والسذج هم اللي يكونون متدينين ، وأما الناس المثقفة والواعية فما يعترفون بشي إسمه "دين" ..

 

ثانيا : عندما كبر "شوبنهاور" شوية ونضج ، إكتشف في بعض الشعائر والأصول المسيحية معنى فلسفي عميق يتوالم وي فلسفته التشاؤمية ..

-شلون يعني ؟

-يعني مثلا إكتشف إنو جوهر المسيحية قائم على أمرين : الخطيئة والتكفير ، فمبدأ الخطيئة يؤيد ويقر ويعترف بنظرية "الإرادة" اللي تقوم عليهه فلسفة الحجي شوبنهاور ، ومبدأ التكفير يمثل الإنكار والمقاومة والرفض لهاي الإرادة ، وكذلك مبدأ الصوم الموجود بالديانة المسيحية يؤدي إلى إخماد الرغبات وإطفائها ، هاي الرغبات اللي أبدا ما توصل الإنسان إلى السعادة المنشودة ..

 

ثالثا : إن القوة التي إستطاعت المسيحية من خلالها الانتصار على الديانة اليهودية والديانتين الرومانية واليونانية الوثنيتين هي روح التشاؤم الموجودة في الدين المسيحي ؛ يعني الديانة المسيحية تعترف بأنو حال الناس شديد البؤس ، والخطايا والذنوب منتشرة بينهم ، بعكس الديانة اليهودية أو الديانات الوثنية اللي چان عدهه نوع من التفاؤل ، إعتبار إنو الدين في هذه الديانات هو "رشوة" تقدم إلى الإله ؛ حتى يعينهم في أمورهم الدنيوية ، بالك يمي ؟

-وياك وياك ..

-بينما المسيحية چانت تشوف إنو هدف الدين هو الإنتصار على الإرادة والغرائز الفردية وليس للتمتع بملذات الدنيا ، فالدين جهاد وكفاح وليس رفاهية ونعيم في الدنيا ، ولذلك كانت المسيحية في نظرتها التشاؤمية للحياة قريبة على أفكار "شوبنهاور" ..

 

رابعا : البوذية أعمق من المسيحية ؛ لأن البوذية تجعل هدم الإرادة والرغبات وإخمادها ، الهدف الأساسي من الدين ؛ يعني تحاول البوذية القضاء على الإرادة والرغبات بصورة تامة ؛ لأنها تعتقد أن الرغبات هي السبب الرئيسي لكل معاناة ..

 

خامسا : حكماء الهند أفضل من مفكري أوروبا ؛ لأن الهنود يفسرون الدنيا تفسير روحاني يرجع جميع الأشياء إلى أصل واحد ( وحدة الوجود ) ، بينما مفكرو أوروبا يفسرون الدنيا من خلال العقل ، فيجعلون الأشياء منفصلة عن بعضها البعض ، فالروح توحد ؛ ولكن العقل يفرق ..

 

سادسا : المسيحية لاتستطيع أن تؤثر في الديانة البوذية مهما إتسعت عمليات التبشير بالدين المسيحي في الشرق ، فلاتستطيع المسيحية جذب الناس اللي يسكنون الشرق نحو ديانتهه ، ومحاولة ذلك هي "كرمي طلقة مسدس في جبل شامخ" ، طلقة المسدس هي الدعوات التبشيرية للمسيحية في الشرق ، والجبل الشامخ هو عقيدة وديانة هؤلاء الناس الشرقيين ، واللي من أهمهه البوذية ..

 

سابعا : يمكن للديانات الشرقية ( البوذية وغيرها ) أن تغزو أوروبا وتنتشر فيها إنتشار النار في الهشيم ، وبالتالي راح تحدث تغيير عميق في طريقة تفكير الإنسان الاوروبي ، فيتحول تفكيره من مادي إلى روحاني ..

 

ثامنا : الحكمة النهائية من الدين هي : مقاومة الإرادة وتقليل الرغبات ؛ فكلما قلت الرغبات قلت الآلام ، إن السلام الذي يسمو على العقل ، والهدوء الروحي الكامل ، والطمأنينة العميقة ، هو الكتاب المقدس اللي لازم على البشرية ان تتبعه ..

 

والحمد لله ..

 

الفيلسوف_شوبنهاور ( الحلقة التاسعة )

 

باسم_الشبلاوي


اذا لم تظهر لك التعليقات فأعد تحميل الصفحة (F5)

مواضيع أخرى للناشر

عامل النظافة

جاي أفتر بالسيارة وصادفت بطريقي واحد من عمال النظافة وهو يقوم بعمله في تنظيف الشارع العام، أوقفت السيارة على جانب
......المزيد

إعادة المعدوم... ممكنة لو مستحيلة؟؟؟

-اكو بحث مطروح بين الفلاسفة والمتكلمين (علماء العقائد) ، وهو : هل يمكن ان يعاد الشي المعدوم ام لا يمكن
......المزيد

(البحت)

يسولفون على وحده زعلت ويه رجلها ..راد منها الزلمة يمعودة اتعوذي الشيطان گول ما رضت تبقه ومن الصبح صرت اهديماتها
......المزيد

تجربة سجن ستانفورد

من أغرب التجارب في التاريخ في دراسة أثارت جدلا واسعا،
......المزيد

الوجود.. والماهية ؟؟!!

-كل شي بالدنيا إله جهتين : وجود وماهية ، مثلا السماء إلهه وجود وإلهه ماهية
......المزيد

العود.. الابدي عند نيتشة (الحلقة السادسة)

نيتشه عنده فكرة مهمة في فلسفته إسمها "العود الابدي" .. -شتگول هاي الفكرة ؟
......المزيد

نيتشة والسلطة (الحلقة الخامسة)

-يگول نيتشه : يجب أن يكون الحكم والسلطة بيد الطبقة الارستقراطية
......المزيد

مات الإله.. عند نيتشة (الحلقة الرابعة)

إنتقد نيتشه الدين بصورة عامة ، وإنتقد الدين المسيحي بصورة خاصة ..
......المزيد